أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ صلاح البدير، المسلمين بتقوى الله، فبها تحصل البركة قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. وحذّر إمام وخطيب المسجد النبوي من برد الشتاء القارس، وقال: عن عمر رضي الله عنه أنه قال: إن الشتاء قد حضر وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف والخفاف والجوارب، واتخذوا الصوف شعارًا ودثارا؛ فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي إلى التأمل في عظمة الله وقدرته والتفكر في برد الشتاء؛ مضيفًا أن على الآباء الحنو على صغارهم بالكسوة، وتجاوز الخلاف إن وُجد، رُوِيَ أن مولى لعبدالله بن عمرو قال له إني أريد أن أقيم هذا الشهر هاهنا ببيت المقدس، فقال له: تركت لأهلك ما يقوتهم هذا الشهر؟ قال: لا قال: فارجع إلى أهلك فاترك لهم ما يقوتهم؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كفى بالمرء إثمًا أن يضيّع من يقوت. وأوصى المسلمين بتذكر الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام والمحتاجين، ومن لجأ أو نزح عن بلاده من المسلمين ضرب برد الشتاء منزله. وبيّن "البدير" أن المؤمنين أقربُ الناس رحمة وشفقة وإحسانًا إلى الغير، وأن على المؤمنين تفقد أحوال الفقراء والمحتاجين بالكساء والغذاء؛ فعن أبي سعيد الخدري، قال: "بينما نحن في سفر مع النبي؛ إذ جاء رجل على راحلة له، فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالًا، فقال رسول الله: (من كان معه فضل ظهر فليعد به على مَن لا ظهر له، ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له)، فذكر من أصناف المال ما ذكر؛ حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل". وتناول فضلَ الكرم فهو من صفات الرحماء قال تعالى: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة، يتيمًا ذا مقربة، أو مسكينًا ذا متربة، ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة}. وحث "البدير" المسلمين على الجود وإطعام الطعام وكسوة مَن يملك ثمن الكسوة وسد حاجة المسكين عن أبي هريرة؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما تصدّق أحد بصدقة من طيّب -ولا يقبل الله إلا الطيب- إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرةً، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربّي أحدكم فلوه). كما حذّر إمام وخطيب المسجد النبوي من ترك النار موقدة؛ خشية الاحتراق أو الاختناق، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون)، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل؛ فلما حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال: (إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم).