فيما يمكن أن يوصف بالصفعة المدوية للأسلوب العدائي الذي ينتهجه بعض العاملين في الصحافة الورقية السعودية تجاه الاعلام الالكتروني بعد أن عجزوا عن فهم أن الزمن لايعود للخلف وأن تفوق الصحافة الالكترونية بات واقعاً لامفر منه, تم الكشف اليوم عن أن بعض كبار مسؤولي التحرير في صحيفة الوطن السعودية يعملون سراً ك"متعاونين" مع الصحافة الالكترونية وهو الأمر الذي وضع رئيس تحرير الوطن جمال خاشقجي في مأزق من الصعب الخروج منه. وجاءت الصفعة هذه المرة من صحيفة "سبق" الالكترونية التي قالت إن مسؤولون كبار من قيادات صحيفة الوطن يتعاونون سراً معها, بعد أن حاولت الوطن الورقية تأليب السلطات عليها بخبر ممجوج يكذب خبراً نشر فيها وسارعت سبق نفسها لنفيه قبل صدور طبعة الوطن. ولايعد هذا السلوك غريباً من الوطن حيث أن عدداً من محرريها تفرغوا منذ فترة للاقتيات على أخبار الصحافة الالكترونية واعادة نشرها مع إضافة رأي مسؤول أو تكذيب من آخر بشكل يملأ مساحات الصفحات لاأكثر. كما نشرت سبق الالكترونية لأول مرة غسيل صحيفة الوطن بشكل علني في بيان يرد على الخبر الاستعدائي الذي نشره خاشقجي في صحيفته, وجاء في بيان سبق ما نصه: "الأدلة والبراهين تقول إن "الوطن" التي دأبت على الطعن في الأئمة، وتجريح العلماء، والتحريض عليهم, لها سجل حافل في نشر الأخبار الكاذبة, و"المفبركة" و"غير الصحيحة", ويكفينا تصريح سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز - يحفظه الله ويرعاه- عندما وصف أخبار جريدة "الوطن" بالكاذبة، عندما قال سموه في معرض رده على سؤال لأحد الصحفيين: "على كل حال جريدة (الوطن) دائماً تبتكر الكذب غير الصحيح", وما قاله سمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب تدشينه حفل الخطة الإستراتيجية لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن جريدة "الوطن" أن لها توجهاً سيئاً جدًا ..ونوايا لا أعرف لماذا تنفرد بها صحيفة الوطن، أرجو أن تغير هذا التوجه لما هو واجب عليها , أما أن تستكتب أو تجيب أخباراً لا أساس لها من الصحة أو تستكتب أناساً أصحاب أهواء ضد العقيدة, وضد الوطن, فهذا أمر لا يليق بأي صحيفة." غرامات ومخالفات على الوطن من لجنة مخالفات النشر.. الأخبار الكاذبة, وغير الصحيحة, والتحريض, ديدن صحيفة "الوطن", وسياسة اعتادت عليها الجريدة, ما عرضها لغرامات من لجنة المخالفات الصحفية بوزارة الثقافة والإعلام بسبب افتراءاتها وأخبارها الكاذبة, ولعل ما نشرته "الوطن" في صدر صفحتها الأولى قبل عدة سنوات كذباً عن سفر "معاذ" ابن الشيخ الدكتور سلمان العودة إلى العراق خير دليل على "كذبها المفضوح", والذي حاولت من خلاله أن تطعن في ولاء العلماء وتؤلب عليهم في ظل الحرب الناجعة التي تقودها الأجهزة الأمنية ضد فلول الإرهاب, ولتعطي لقوى دولية دليلاً كاذباً على أن أبناء العلماء في المملكة يذهبون للعراق. أكاذيب على المستوى العالمي.. لقد واصلت صحيفة "الوطن" أكاذيبها التي استغلت أبشع استغلال من الإعلام الخارجي عندما ادعت كذباً أن "طالبة الجبيل" التي حكم عليها بالجلد والسجن عمرها (13 سنة), لتنقل الصحف العالمية ومحطات التلفزة القصة الكاذبة عن صحيفة "الوطن" لتشوه صورة المملكة وتسيء للقضاء السعودي, فتناول الخبر المسيء عن "الوطن" كل من "CNN" وصحيفة "ديلي ميل" البريطانية", فيما أرسل طالب سعودي مبتعث إلى أستراليا قصاصة من صحيفة "هليرد صن" نقلاً عن "الوطن" السعودية, مطالباً بوضع حد للإساءات التي تنشرها "الوطن" ضد القضاء السعودي". واختتمت سبق بيانها المدوي بتوجيه رسالة لخاشقجي فحواها : "نعتقد أنك رئيس تحرير مكتوب اسمك على ترويسة صحيفة الوطن ولست مخبراً محرضاً ضد كل ما هو جميل في هذا الوطن, ونعتقد أن "سبق" رغم تجربتها القصيرة، استطاعت أن يكون لها موضع قدم، وأن تكون منافساً قوياً بين الصحف "المحترمة" لا بين صحف التحريض والإساءة للوطن". الأهواء الشخصية تخرج الوطن عن مسارها التنويري القديم يتفق الكثير من المتابعين لمسيرة صحيفة الوطن السعودية منذ انطلاقتها على أنها عاشت فترتين ذهبيتين تميزت بالمهنية العالية خلال مرحتلين من عمرها القصير الأولى في عصر رئيس تحريرها الأول قينان الغامدي والثانية إبان تكليف الدكتور عثمان الصيني برئاسة تحريرها, فكلاهما كانا بحسب المتابعين يقدمان نهج الصحيفة ومهنيتها على أهوائهما الشخصية, فيما يوصف خاشقجي رغم حرفيته بعدم القدرة على الالتزام بمنهج حيادي تجاه الأحداث ويتضح ذلك من محاولاته المتكررة لشخصنة منهج الصحيفة توافقاً مع مواقفه الشخصية, وعلى سبيل المثال انعكس موقف خاشقجي الشخصي تجاه الصحافة الالكترونية ومطالباته المتكررة بمراقبتها وتقييدها إلى مشروع يطل برأسه بين ثنايا الأخبار التي تنشرها الصحيفة, وهو ما يمكن وصفه بالخروج عن المسار التنويري للصحيفة ووضعها في خندق "فوبيا الجديد ومعاداته" وهو ما لايتوافق مع النهج العام الذي انطلقت به الصحيفة في بدايتها.