كُتبت الحياة مجدداً لمهن يدوية تراثية كادت تنقرض في منطقة عسير، مثل إنتاج الأكلات الشعبية «العريك» و«المبثوث»، أو صناعة الخوص والسدو ودباغة الجلود وحياكة النسيج، بعدما نشطت وزارة الشؤون الاجتماعية ممثلة بوكالة الضمان الاجتماعي في تأمين قروض مالية صغيرة إلى الأسر ذات الدخل المحدود، لمساعدتها على تنفيذ مشاريع اجتماعية تراثية لتحسين أوضاعها الاقتصادية والمعيشية. وأوضح المدير العام للضمان الاجتماعي في منطقة عسير محمد الكودرى أن الوزارة تبنت أكثر من 100 مشروع فردي متنوع بين حرفي ومهني، وقدمت مبالغ مالية تصل إلى 30 ألف ريال للمستفيد الواحد، لتحويل الأسر المعولة إلى أسر منتجة، منها إقامة 18 معصرة سمسم بالتعاون مع أحد المصارف، مضيفا أنه تم إطلاق مشروع مساعدة صيادي الأسماك في مركز «القحمة»، وأنشئ له مرسى وسوق للسمك وزود ب52 قارباً بكلفة تجاوزت 3 ملايين ريال، وهو ما زاد من كميات الصيد وارتفاع الدخل الشهري للصيادين من 2000 ريال إلى 6000 ريال. من جانبهم، يقف باحثون من إدارة المشاريع الإنتاجية ويتابعون ميدانياً لإعداد تقارير عن النتائج كل ثلاثة أشهر، ومعرفة أسباب تعثر أي مشروع إنتاجي ومحاولة دعمه. وتقول إحدى المستفيدات من المشاريع (فضلت عدم ذكر اسمها): «استأجرت محلاً في السوق الشعبية لبيع الحناء والتمور والبخور والمستلزمات النسائية بعد حصولي على دعم قدره 10 آلاف ريال، وبدأت في جني أرباح مقنعة بعد مضي ستة أشهر من إطلاق مشروعي». واشارت إلى أنه تبرز في المنطقة السوق الشعبية في خميس مشيط وسوق الثلثاء في أبها وأسواق تهامة. كما اتجهت سيدة في العقد الرابع من عمرها إلى إنتاج الأكلات الشعبية المشهورة في المنطقة مثل «العريك» و«المبثوث» و«السمبوسة» والخبز البلدي و«الحلى» و«الفطائر»، وعادت أخرى إلى مزاولة مهنة الخياطة بعد فترة انقطاع دامت أعواماً عدة، إضافة إلى تنشيط صناعة الخوص والمباسط والأكلات الشعبية وتربية النحل لإنتاج العسل.