استضاف ديوان المظالم اليوم ضمن برنامج الأمن الفكري في دورته الثانية معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، الذي قدم محاضرة بعنوان "دور القضاة في تعزيز الوسطية بالمجتمع" بحضور معالي رئيس ديوان المظالم رئيس مجلس القضاء الإداري الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف، وعدد من أصحاب الفضيلة أعضاء مجلس القضاء الإداري، وجمع من رؤساء المحاكم وقضاة المحاكم الإدارية. وفي بداية اللقاء رحب معالي رئيس ديوان المظالم بمعالي الشيخ صالح بن حميد، شاكراً له حضوره ،ومؤكداً أهمية الطرح العلمي والفكري الذي ستتناوله المحاضرة من خلال إيراد المستجدات والأساليب التي تعزز من دور القضاة في تعزيز قيم الوسطية في المجتمع، سواء كانت أساليب علمية أو فكرية جديدة، هدفها رفع الوعي الفكري والعلمي للقضاة بشكل عام في المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -. وفي مستهل المحاضرة أسدى معالي الشيخ صالح بن حميد، الشكر لصرح قضاء ديوان المظالم ممثلاً بمعالي رئيسه الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف، مضيفاً ضرورة استجلاء المعنى الدقيق للوسطية وأهميتها بالنسبة للقضاة وما يباشرون من أعمال. وأشار معاليه إلى المنطلقات التي يجب أن يحتذي بنهجها كل قاضٍ وأهمية استحضار معنى الوسطية، الذي يتجلى في الاعتدال والاستقامة والتوازن والحكمة، والعدل؛ كل هذه المعاني يجب على القاضي أن يتيَقنها في سلوكه، والسلوك الوسط يجمع الفضل والعدل والخيرية والإنصاف. وقال الشيخ ابن حميد: "إن الوسطية سلوك، بمعنى أنها أسلوب حياة، تجعل الإنسان يمارس حياته بطريقة سوية"، مشيراً إلى أهمية انتهاج الوسطية في السلوك القضائي. بعد ذلك أجاب معاليه على استفسارات الحضور. وعبر رئيس ديوان المظالم عن شكره لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد، سائلاً الله أن يجزيه خير الجزاء، وأن ينفع الجميع بما قدم خلال المحاضرة العلمية المتخصصة. ويأتي هذا الملتقى في إطار تنفيذ قرار معالي رئيس ديوان المظالم بتشكيل لجنة لدعم وتعزيز الوعي الفكري والعلمي، ووفقاً لما أقره مجلس القضاء الإداري بإقرار الدورة الثانية من برامج تعزيز ومتابعة الوعي الفكري، حيث بدأت اللجنة بتنفيذ الدورة الثانية من برامجها من خلال مسار الملتقيات الخاصة. يذكر أن من ضمن مستهدفات اللجنة التوعية بأخطار الأفكار المتطرفة، وإيضاح منهج الوسط في التعامل مع القضايا التي تمس المجتمعات وأمنها، كما تهتم بتوثيق عُرى الانتماء على مستوى الأفراد تجاه وطنهم، وتزويدهم بالعلم الشرعي في تعامله مع المعطيات الحديثة لحفظ الأمن واستقراره، وضرورة المحافظة على اللحمة الوطنية.