أوصت دراسة صادرة عن معهد البحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك خالد بالتعاون مع مختصين من الدفاع المدني، بإشراك اللجان الطلابية بالجامعات السعودية في التخطيط والتنفيذ لبرامج السلامة، بالإضافة إلى إنشاء مركز للدعم الفني بالجامعات لإنتاج تقنيات التعليم في مجال السلامة، وإعداد مواد سمعية وبصرية لدعم المحتوى التعليمي، بما يحقق أهداف السلامة العامة، وإنشاء وحدات استشارية بالجامعات تعنى بوضع السياسة العامة للأمن والسلامة، كما أكدت الدراسة أهمية استحداث برامج ومسارات أكاديمية متخصصة ونوعية في مجال السلامة والوقاية من الحريق. وهدفت الدراسة إلى التعرف على مفهوم ثقافة السلامة لدى منسوبي الجامعات، كما هدفت أيضًا إلى التعرف على مجالات التعاون بين الجامعات والدفاع المدني لنشر هذه الثقافة، والكشف عن أهم البرامج والإجراءات التنفيذية والعمليات المقترحة لتطبيق ثقافة السلامة في الجامعات من خلال الشراكة التكاملية مع الدفاع المدني، مع تحليل لأهم المعوقات التي تواجه تطبيق ثقافة السلامة في الجامعة. ومن المقرر أن يستفيد من نتائج هذه الدراسة جهات متعددة، منها وزارة التعليم، والمديرية العامة للدفاع المدني، والجامعات، وإدارات التعليم بالمملكة العربية السعودية؛ لتطوير شراكة هذه الجهات بالمؤسسات الأمنية عامة، والمؤسسات المختصة بالسلامة خاصة. وأوضح عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية بجامعة الملك خالد الدكتور عبداللطيف إبراهيم الحديثي، أن هذه الدراسة جاءت لتعزيز مفهوم السلامة؛ كونه من أهم القواسم المشتركة بين جميع الجهات الحكومية والأهلية والدفاع المدني، وقال الدكتور الحديثي: "إن عقد الشراكة المبرم بين جامعة المك خالد والدفاع المدني جاء ليجسد هذا المعنى، ويحقق الهدف السامي له المتمثل في حماية الأرواح، والحفاظ على الممتلكات والمكتسبات الوطنية"، وأبان أن جامعة الملك خالد تبذل جهودا جادة في ترجمة ذلك الهدف؛ من خلال الارتقاء بثقافة السلامة بين منسوبيها بالتدريب والتوعية وإقامة الأنشطة المختلفة التي تسهم في تحقيق ذلك؛ إيمانا منها بأهمية ثقافة السلامة في إنجاح رسالتها ورؤيتها الطموحة، وأضاف الحديثي: "اعتماد المديرية العامة للدفاع المدني شعار اليوم العالمي للدفاع المدني لعام 2018 تحت عنوان (المؤسسات التعليمية وثقافة السلامة) يؤكد أهمية هذه الشراكة ويرسخها". و وفقا لما توصلت إليه هذه الدراسة من نتائج مهمة، وانطلاقًا من أهمية تطبيق ثقافة السلامة في الجامعات من خلال الشراكة التكاملية بين الجامعات والدفاع المدني والجهات المعنية بالسلامة؛ خرج الفريق البحثي بعدد من التوصيات المهمة، كضرورة تدريب أعضاء هيئة التدريس والإداريين ومشرفي الأنشطة بالجامعات السعودية على متطلبات السلامة، وأهمية أن يكون لديهم معرفة بمفاهيم السلامة، وتكثيف التوعية الوقائية بين منسوبي الجامعات، وأهمية تحفيز منسوبي الجامعات على اتباع إجراءات السلامة في نشاطاتهم المختلفة، مع تطبيق أنظمة السلامة داخل الجامعات بكل دقة، وضرورة عقد ندوات علمية عن السلامة وأهميتها. يذكر أن جامعة الملك خالد – إضافة إلى شراكتها مع الدفاع المدني وجهودها المشار إليها في هذا الشأن – اعتمدت برنامجين دراسيين في هذا المجال، وهما: برنامج الدبلوم العالي في السلامة والوقاية من الحرائق، وبرنامج ماجستير العلوم في هندسة السلامة والوقاية من الحرائق، وكلاهما بقسم الهندسة الصناعية في كلية الهندسة.