ينطلق، اليوم، "قطار الحرمين" أضخم مشاريع النقل العام بالشرق الأوسط، وأول قطار سريع في المملكة العربية السعودية؛ تزامناً مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- إلى المدينةالمنورة، والذي يرعى خلال زيارته حفل تدشين قطار الحرمين السريع، وبحضور عدد من أصحاب السموّ والفضيلة، وكوكبة من المسؤولين المحليين والدوليين، وطيف واسع من الشخصيات الإسلامية وصناع القرار وكبار المستثمرين وممثلي الشركات المنفذة لمشروع قطار الحرمين. وأكّد رئيس هيئة النقل العام الرئيس العام المكلف للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور رميح بن محمد الرميح أن هذا المشروع يعد أول قطار كهربائي سريع على مستوى المنطقة، ويبلغ طول مساره 450 كلم، بخط مزدوج يربط خمس محطات في كل من مكةالمكرمة، جدة، مطار الملك عبدالعزيز الدولي، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، والمدينةالمنورة، وتبلغ السرعة التشغيلية للقطار 300 كلم/الساعة. وبيّن الدكتور "الرميح" أن تنفيذ هذا المشروع العملاق تم على ثلاث مراحل، أولاها مرحلة الأعمال المدنية والأرضية، وخلالها تم إنشاء 138 جسراً، و850 عبّارة، مع إزاحة 150 مليون متر مكعب من الرمال والصخور لتمهيد المسار، مشيراً إلى أنه قام بتنفيذ هذه المرحلة تحالف من الشركات الوطنية والدولية. أما المرحلة الثانية فكانت إنشاء 4 محطات في كل من مكةالمكرمة، جدة، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والمدينةالمنورة، وجاء ذلك من خلال شركات محلية وعالمية، وحرصت إدارة المشروع على تصميم المحطات بطابع معماري فريد مستلهم من الطراز المعماري الإسلامي، فيما تم إنشاء محطة القطار بمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة لتكون ضمن مشروع المطار، بينما اختصت المرحلة الثالثة ببناء الخط الحديدي، وتوريد أنظمة الإشارات والتحكم والتذاكر والاتصالات، وتصنيع القطارات، والتشغيل والصيانة لمدة 12 عاماً وذلك من خلال تحالف إسباني متخصص في القطارات السريعة وفقا لسبق. ولفت إلى أنه لتأمين الكهرباء اللازمة لتشغيل المشروع تم إنشاء 6 محطات تغذية كهربائية على طول المسار، بما يوفر الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل القطارات بأعلى سرعة، مفيداً بأن الطاقة الاستيعابية لقطار الحرمين تبلغ 60 مليون مسافر سنوياً، من خلال أسطول قوامه 35 قطاراً، وسعة كل قطار 417 مقعداً، مجهزة بأحدث وسائل الراحة والتقنيات التي من شأنها أن تيسّر على المسافر رحلته، وتعزز ثقته في النقل السككي العالي السرعة بوجه عام.