تعد "جدة التاريخية" بمثابة متحف مفتوح لتراث وتاريخ مدينة جدة، وهي من أهم المواقع التراثية على قائمة منظمة "اليونيسكو" للتراث العالمي. ومن أهم ما يميز "جدة التاريخية" السور الذي تم بناؤه لحمايتها من أي اعتداءات خارجية، إلى جانب الحارات بمنازلها العتيقة، التي تجذب إليها أنظار السياح والزوار. تتميز بيوت "جدة التاريخية" بنمطها المعماري الفريد، وهو الذي كان سائداً في منطقة الحجاز عموماً، لكونه يتسم بالقوة والصلابة، ومن أشهر البيوت على سبيل المثال دار آل نصيف، ودار آل جمجوم، ودار آل باعشن. وبالمدينة عدد من الأسواق الشعبية من أشهرها سوق العلوي، وسوق البدو، وسوق قابل، وسوق الندى، فيما توجد عدد من الخانات التاريخية التي تسمى القيصرية. وتعطي المساجد التاريخية القديمة المدينة بعدها الإسلامي بوصفها بوابة الحجاج والمعتمرين عبر البحر، وتضم الحارات العديد من المساجد، وأقدمها وأجملها مسجد الشافعي، الذي بني في القرن الثالث عشر من قبل الملك مظفر اليمن، ثم مسجد عثمان بن عفان الذي يعود تاريخه إلى القرنين 15 و16 ميلادية، ومسجد الباشا بناه العبدلي عام 1735. ويحيط بالمدينة سور كبير له 7 أبواب، بنيت على مراحل وفق الضرورة، وهي باب مكة، وباب المدينة، وباب شريف، وباب جديد، وباب البنط، وباب المغاربة، وباب الصبة وهو آخر الأبواب التي بنيت. ومن العادات السائدة بالمدينة تزيين المنازل بالأنوار، وارتداء اللباس الخاص بأهل الحجاز، في المواسم وخاصة في شهر رمضان المبارك، وهناك من يردد الأهازيج استقبالاً للزوار الوافدين للمدينة. وتشتهر "جدة التاريخية" وفقا ل"أخبار 24" بأكلاتها المتميزة، وينتشر في أزقتها الباعة الذين يبيعون الوجبات المختلفة، والبليلة المشهورة عند أهل الحجاز، والمشروبات الشعبية الباردة والساخنة. وتقام في المدينة الكثير من المهرجانات والفعاليات، من أهمها "مهرجان جدة التاريخية" الذي تقدم فيه أشكال الفنون الشعبية المختلفة، وملامح من التراث الذي تزخر به المنطقة.