_ هيا السعيد لم يتوقف نجاح زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، على القضايا السياسية، والتعاون المشترك في قضايا مكافحة الإرهاب، والتطرف، وكبح جماح القوى الطامعة، بل سجلت نجاحات أخرى على صعيد الاقتصاد والاستثمار، ونجحت في تحفيز الشراكة بين البلدين، وتعزيز الصداقة من خلال حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار بين البلدين، من خلال توقيع أكثر من 46 اتفاقية ومذكرة تشمل10 قطاعات. وتوزعت القطاع التي حظيت بهذه الاستثمارات على الدفاع، والنفط والغاز، والطاقة، والبتروكيماويات، والتعدين، والاستثمارات المتنوعة، والطيران، والتقنية، والتصنيع، والصحة. وتأتي هذه الخطوة سعياً لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، حيث أعدّت المملكة العربية السعودية برنامجاً اقتصادياً للشراكة مع أهم القوى الاقتصادية في العالم، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، تهدف إلى إطلاق قدرات عدد من القطاعات الواعدة في المملكة، وتعظيم الفرص في القطاعات الرائدة فيها. واللافت في هذا الأمر، إنه تم تحديد الأولويات الاقتصادية للقطاع الحكومي والقطاع الخاص في الشراكة مع الولاياتالمتحدة، ومواءمتها في برنامج اقتصادي قابل للمتابعة والقياس، وتم التفاهم بشأنه مع الإدارة الأمريكية للتأكد من سرعة الإنجاز وتقديم التسهيلات اللازمة لتحقيقه. ويصل عدد الوظائف المتوقع توليدها في البلدين أكثر من 750 ألف وظيفة، وباستثمار يتجاوز 400 مليار دولار أمريكي بين الجانبين. وقد وقعت عدد من المذكرات والاتفاقيات من بينها مذكرات موقعة مع تسع جهات حكومية، بالإضافة إلى مذكرات موقعة مع القطاع الخاص، في حين بلغت نسبة الانجاز في المذكرات الموجزة 35 %. قطاع الدفاع .. ترسانة الوطن بلغت القيمة الإجمالية لقطاع الدفاع ستة مذكرات بقيمة 128 مليار دولار. وقد تم توقيع مذكرة نوايا بين البلدين تضمنت قائمة بالأنظمة الدفاعية التي ترغب المملكة العربية السعودية بالاستحواذ عليها خلال العشر سنوات القادمة، بينما يتواءم مع متطلبات برنامج تطوير وزارة الدفاع السعودية وتعزيز قدراتها. في ذات السياق، تم توقيع 5 مذكرات بين الشركة السعودية للصناعات العسكرية وشركة تقنية للطيران وعدد من كبريات الشركات الأمريكية (رايثيون، بوينج، لوكهيد مارتن، وجينيرال داينامكس) في مجالات بناء القدرات المحلية، وتطوير أنظمة الطائرات والسفن والحربية والمركبات، وتجميع وتصنيع طائرات البلاك هوك، بنسبة محتوى محلي لا تقل عن 50% في كل منها. وتبلغ قيمة هذه المذكرات الخمس نحو 15.5 دولار البتروكيماويات.. المستقبل وحظي قطاع البتروكيماويات باهتمام بالغ ضمن إطار الاتفاقيات الموقعة، من خلال ثلاث مذكرات بقيمة 72 مليار دولار. حيث تم توقيع مذكرتي تفاهم بين الهيئة الملكية للجبيل وينبع وبرنامج التجمعات الصناعية مع شركة Dow لدراسة تأسيس صناعة للسيليكون ولاستثمار شركة Dow بشكل مباشر في تصنيع أسيد البولاريك في المملكة العربية السعودية. وتم توقيع مذكرة بين شركة سابك وشركة Exxon لتأسيس مصنع مشترك لإنتاج الإيثيلين باستخدام النفط الصخري في الولاياتالمتحدة، مما يعزز تحقيق استراتيجية سابك وتوسعها الخارجي، باستثمار 50-50 مع شركة Exxon. النفط والغاز.. ضمان تدفق الطاقة للعالم مجال النفط والغاز لم يقل عن سابقيه، حيث تؤمن المملكة بأهمية هذا القطاع، وضخ مليارات الريالات لضمان تدفق الطاقة للعالم. وفي هذا الصدد، تم توقيع 8 مذكرات تفاهم بين شركة أرامكو السعودية وعدد من الشركات الأمريكية (منها Halliburton وSchlumberger وغيرها) كجزء من برنامج «اكتفاء» لزيادة نسبة المحتوى المحلي في أعمال الشركة وتوطين سلسلة إمداد الطاقة في المملكة العربية السعودية خلال الخمس سنوات القادمة. كما تم توقيع مذكرتي تفاهم بي شركة أرامكو السعودية وكل من شركة Jacobs وEmerson لتعزيز قدرات الشركة في إدارة المشاريع، والاستفادة من تطبيقات الثورة الصناعية والرابعة في رفع كفاءة أعمالها وإنتاجها. كما تم توقيع 4 مذكرات تفاهم بين شركة أرامكو السعودية وعدد من الشركات الأمركية في مجالات تصنيع المنصات الأرضية البترولية ورفع مستوى الحفر الأرضي، وتعزيز الخدمات اللوجستية وتصميم المنصات البحرية. استثمار للأجيال .. التقنية وجهة رئيسية في مجال الاستثمار تم توقيع مذكرتي تفاهم، بقيمة 160 مليار ريال. حيث تم توقيع مذكرة لتأسيس صندوق استثماري في التقنية بين صندوق الاستثمارات العامة وSofrbank يصل حجم مساهمة صندوق الاستثمارات العامة فيه إلى 45 مليار دولار من أصل 100 مليار مستهدفة (50 مليار دولار منها مستهدف استثمارها في الولاياتالمتحدةالأمريكية). مما يعزز من تنويع استثمارات الصندوق في قطاعات جديدة ذات عوائد مرتفعة، إضافة إلى تعظيم أصول الصندوق وبناء شراكات استراتيجية مع الشركات الواعدة. وتم توقيع مذكرة لتأسيس صندوق للاستثمار في البنية التحتية الأمريكية من قبل صندوق الاستثمارات العامة وعدد من كبريات صناديق الاستثمار العالمية، باستثمار مشترك يصل إلى 60 مليار دولار، ويساهم في تحقيق استراتيجية الصندوق بتنويع الاستثمارات المجدية وتحقيق العوائد. الطيران.. 16 طائرة تعزز التنافسية قطاع الطيران يشهد طفرة كبيرة في المملكة، لذلك فإن المذكرات التي وقعت أو فيها طريقها للتوقيع، وضعت في أجندتها هذا القطاع. وقد تم توقيع مذكرة بين شركة الخطوط السعودية الخليجية وشركة Boeing لشراء 16 طائرة ذات حجم كبير بقيمة تتراوح بين 2 و5 مليارات دولار؛ لتعزيز تنافسية قطاع الطيران السعودي وتحقيق الأهداف ذات العلاقة بتعزيز دور المملكة كمحور لوجستي عالمي. التقنية.. حضور للتحول الرقمي تعمل المملكة إلى الاستثمار الأمثل في قطاع التقنية، وقد حظي هذا القطاع بست مذكرات بقيمة تتجاوز 5 مليارات ريال. وفي هذا الصدد، تم توقيع مذكرتين بين الحكومة السعودية وشركة Cicso و Microsoft للمساهمة في تحقيق خطة التحول الرقمي للمملكة من خلال نقل المعرفة والاستحواذ على الأنظمة المتقدمة ذات العلاقة. في ذات السياق، تم توقيع 4 مذكرات بين عدد من الشركات السعودية (أرامكو، الشركة السعودية للكهرباء، صافنات) مع عدد من الشركات الأمريكية لبناء أنظمة البيانات المتقدمة وتحقيق الاستغلال الأمثل لتقنيات الجيل الرابع في مجالات عمل هذه الشركات لرفع كفاءة العمل وتطوير الأعمال. التعدين.. العمود الثالث للاقتصاد التعدين الذي يصنف بأنه العمود الثالث للاقتصاد السعودي مع النفط والبتروكيماويات، كان نصيبه 3 مذكرات بقيمة إجمالية تصل إلى 6 مليارات دولار. فقد وقعت شركة معادن 3 مذكرات مع Alcoa وMosaic و Fluor لتوسيع قدرة استخراج المعادن في مدينة رأس الخير الصناعية، ودراسة جدوى تأسيس مشروع فوسفات 3، وتقديم الخدمات الهندسية لإطلاق قدرات قطاع التعدين، باستثمار يتجاوز 5 مليارات دولار في المملكة. الصحة .. مكافحة السمنة والسكر ولأنها صحة الإنسان، لم تغب عن رحلة ولي العهد، فقد حظي القطاع الصحي ب 7 مذكرات بقيمة 3 مليارات دولار. وقد وقعت وزارة الصحة 3 مذكرات تفاهم مع GE وMetdroni لإدارة مراكز السمنة والسكر من النوع الأول ومراكز القلب، وإدارة مركز التصوير الإشعاعي، وتطوير خدمات سحابية ل224 مستشفى لوزارة الصحة، إضافة إلى تطوير قدرات المملكة في مجال الأدوية البيولوجية، وتأتي المذكرات لمواجهة التحديات الصحية الأكثر انتشاراً في المملكة، وبناء البنية التحتية التقنية اللازمة في هذا القطاع تمهيداً لتخصيصه. وقعت شركة العليان مذكرة تفاهم مع شركة Melect ME لتشغيل وإدارة مستشفيات النقاهة والمراكز الصحية في المملكة والشرق الأوسط، بقيمة تصل إلى 370 مليون دولار، وتولد 500 فرصة عمل في هذا القطاع. تطوير الشبكة الكهربائية ب12 مليار في قطاع الطاقة، تم توقيع مذكرة بقيمة إجمالية تصل إلى 12 مليار دولار. حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية وشركة GE لرفع كفاءة محطات الطاقة والشبكة الكهربائية، بالإضافة لاقتراح طرق التمويل هذا الاستثمار التي تصل قيمته إلى ما يتجاوز 12 مليار دولار، بما يعزز من كفاءة إنتاج الطاقة في المملكة ويرفع حجم الاستثمار فيها. قطاع التصنيع حضر بتوقيع 4 مذكرات بقيمة إجمالية تصل إلى 400 مليون دولار. إذ وقع عدد من شركات القطاع الخاص السعودي (أرامكو السعودية، الحقباني، العبد الكريم) مذكرات مع شركات صناعية أمريكية، تشمل استثمارات في بناء مصانع في المملكة لتصنيع التوربينات والخلايا الشمسية ومعدات توزيع الطاقة، باستثمار يصل إلى نحو 400 مليون دولار، لتعزيز دور القطاع الصناعي في المملكة وفق شراكات استراتيجية.