_ محمد تركي أصرت الصحف الإيرانية، أمس، على تأييدها إعلان جماعة الحوثي الموالية لطهران إطلاق صاروخ «كروز» على مفاعل «براكة» النووي، عادّة الهجوم الصاروخي ردا على ما تشهده صنعاء من مواجهات بين قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح وميليشيات الحوثي، كما وصفت ما حدث خلال الأيام الأخيرة بالانقلاب على الحوثيين. كما نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أمس تقارير وكالات إيرانية حول إحراق السفارة الإيرانية، نافيا وجود دبلوماسيين إيرانيين في صنعاء. وحجبت الصحف الإيرانية في تغطيتها، أمس، رفض الإمارات صحة ما ادعته جماعة الحوثيين حول إصابة الصاروخ المفاعل النووي، ودفعت باتجاه تضخيم ما أعلنته الجماعة الموالية لطهران. وكانت صحیفة «وطن أمروز» المتشددة الوحيدة بين الصحف الإيرانية التي أشارت إلى النفي الرسمي الصادر من الإمارات. وحرصت الصحف الموالية ل«الحرس الثوري» و«مؤسسة المرشد الإيراني» المحافظة في صفحاتها الأولى على تأييد إطلاق جماعة الحوثي الصواريخ باتجاه الأراضي السعودية والإماراتية، وذلك غداة دعوة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى حل قضايا المنطقة بالحوار. في هذا الصدد، واصلت صحيفة «كيهان» الرسمية تحريض الحوثيين على إطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الإماراتية والسعودية، معلنة بعنوان عريض على صفحتها الأولى دعمها الهجوم الصاروخي الحوثي على الدول المشاركة في ائتلاف دعم الشرعية في اليمن. وشهد الإعلام الإيراني حالة من الترقب والحذر بعد اشتعال المواجهات بين القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح والميليشيات الحوثية. وفي خطوة استفزازية، أعادت صحيفة «كيهان» صفحتها الأولى التي دعت فيها جماعة الحوثي إلى إطلاق صواريخ باتجاه دبي بعدما أعلنت الجماعة إطلاق صاروخ باليستي على الرياض الشهر الماضي، وقالت الصحيفة إن «توقع إطلاق الصواريخ على الإمارات كان في محله». وجددت الصحيفة المقربة من مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي دعواتها للحوثيين بإطلاق الصواريخ على أراضي الدول المشاركة في تحالف دعم الشرعية. وكانت وزارة الثقافة والإعلام الإيرانية أوقفت صحيفة «كيهان» ليومين على أثر دعواتها لإطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي الإماراتية، وهو ما وصفه مسؤولون في إدارة روحاني بأنه معارض للمصالح العليا الإيرانية. وفي مقال رأي؛ عدّت صحيفة «كيهان» أن «إطلاق الصاروخ على الإمارات» جاء ردا على «السيناريو المطلوب للسعودية وهو تراجع التأييد الشعبي لجماعة الحوثيين في صنعاء والمدن الأخرى، والتمرد ضد هذه الجماعة الذي من شأنه أن يؤدي إلى الهزيمة والدمار». ورأت الصحيفة أن «صالح قدم ضمانات بإعادة الحوثيين إلى صعدة ونزع سلاحهم». ورأت الصحيفة أن إطلاق الصواريخ على السعودية والإمارات يؤدي إلى فتح صفحة جديدة في حرب اليمن. وحملت الصحيفة الإمارات مسؤولية تراجع صالح عن التحالف مع الحوثي والمواجهات في اليمن. ورغم أن الصحف الإصلاحية والمقربة من الحكومة تحفظت على تغطية أخبار إطلاق الصاروخ الحوثي، فإنها أبرزت تصريحات رئيس تحرير صحيفة «كيهان» حسين شريعتمداري أول من أمس، التي قال فيها إن «إطلاق صاروخ واحد على أبوظبي لا يكفي. يجب إطلاق مزيد من الصواريخ». أما صحيفة «جوان»، المنبر الإعلامي للحرس الثوري الإيراني، فهاجمت فی مقال رأي تحت عنوان: «صالح على طريق الحريري»، الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بشدة، وقالت إنه «تلقى وعودا بأن يصبح ابنه رئيسا لليمن» وأضافت: «ابن علي عبد الله صالح يواجه مصيرا مجهولا في حال لم يشن صالح العملية في صنعاء». لكن صحيفة «بهار» الإصلاحية، أوضحت أن إيران تتطلع إلى أن يساهم التحرك الحوثي باليمن في ترجيح كفة إيران في السياسة الخارجية، وتوقعت الصحيفة سيناريوهات مختلفة لمستقبل إيران في المنطقة؛ من بينها، بحسب الصحيفة، «الانتقال من السياسات الدفاعية، وتبني السياسات الهجومية». وأشارت الصحيفة إلى ضرورة مواجهة السياسة الخارجية السعودية، وقالت في هذا الصدد: «لا خيار سوى إجبار السعودية على التراجع إذا ما أرادت إيران أن تصبح القوة الأولى في المنطقة». كما توقعت الصحيفة سيناريو آخر؛ هو أن تتوقف طهران عند دورها الحالي في السياسة الخارجية في المنطقة وتسلك مسار الدبلوماسية والمفاوضات مع السعودية، وأن تركز طهران في المقابل على إعادة هيكلة اقتصادها الداخلي، وتطرح التوازن الأمني في السياسة الخارجية قبل أن تطرح على الطاولة السباق الناعم في ميدان الاقتصاد. ورأت الصحيفة أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح «ارتكب خيانة» في الأيام الأخيرة و«تراجع عن مواقفه السابقة بنسبة 180 درجة، وخاطب السعوديين والإماراتيين ب(الإخوة)». في سياق متصل، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي تعرض السفارة الإيرانية في صنعاء لهجوم، وذلك بعدما تداولت وسائل الإعلام الإيرانية تقارير عن اندلاع حريق في السفارة الإيرانية. وقال قاسمي، أمس، إن الخارجية الإيرانية لم تتلق معلومات حول تعرض السفارة لأضرار، إلا أنه ذكر أن محيط السفارة الإيرانية يشهد مواجهات، مرجحا إصابة شظايا مبنى السفارة نتيجة تبادل إطلاق النار، وفق ما نقلت عنه وكالة «إيسنا» الحكومية. كما نفى قاسمي وجود دبلوماسيين إيرانيين أو موظفين بسفارة بلاده في صنعاء.