"العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها"، الإنسان الذ قال هذه الكلمات أستطاع بشكل جدي استخدام هذه القوة في تحديد مسار العلم والتاريخ، ونقله من ضيق إلى وسع، من ظلمة إلى نور، إنه ابن سينا، العالم في مجال الطب. هو: أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، المعروف على مستوى العالم بإنجازاته في مجالات الطب والأدوية. لفتت أفكاره وآرائه الفلسفية انتباه الكثير من المفكرين الغرب على مدى قرون عدة، وصنفت مؤلفاته أحد أهم المصادر في الفلسفة. ولد ابن سينا في قرية افشنا في بخارى في عام 980 ميلادية، وعاش في مدينة همدان حتى توفي في عام1037 ميلادية، واكتسب شهرة كبيرة في الطب الأوروبي خلال العصور الوسطى. وفي مجال الطب، برز كتابه الموسوعي "القانون في الطب"، وأصبح مرجعا للدراسات الطبية بعدما ترجم إلى اللغة اللاتينية في نهاية القرن الثاني عشر، وظل يدرس في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن التاسع عشر. واتبع ابن سينا في كتابه الخط المنهجي والتحليلي الذي أسسه الرازي، مع ذلك فإن كتاب القانون في الطب كان أشمل من كتاب الحاوي للزاري، وقد جمع فروع الطب بالكامل حسبما أورد موقع " 1001inventions". وبفضل هذا الكتاب أصحبت معظم أمراض الكلى والمثانة، مصنفة منهجيا كأمراض للكلى وأمراض المثانة، وكان ابن سينا أول من أشار إلى البول الدموي ناجما عن أسباب خارج الجهاز البولي مثل أمراض الدم. وأشار كذلك إلى دور العوامل النفسية في الإصابة بسلس البول الليلي، بعيدا عن التصنيف المنهجي والوصف الدقيق للعوامل المسببة للاضطرابات البولية. كما حذر كل من ابن سينا والرازي من اللجوء للقسطرة في وجود التهابات، كونها تزيد التورم والآلام، وقد صمم ابن سينا قسطرة ذات رأس دائري وثابت مصنوعة من جلود بعض الحيوانات، مع الكثير من الثقوب الجانبية لضمان لطافة القسطرة على المريض.