: انتهت رحلة 22 أسبوعا من «الحلم المرهق» عكس ما كانت ترجوه السيدة فاطمة الغامدي، التي بدأت في الاستعداد لاستقبال توائمها الذين تحملهم في أحشائها، والذين اجتهد طبيبها في إحصائهم فهم تارة أربعة وتارة ستة، وأخيرا سبعة بشكل قاطع بعد أن لفظهم رحمها تباعا على مدى ثلاثة أيام واحدا تلو الآخر، في مستشفى الملك فهد في الباحة، لتضع نهاية لإشكالات طبية مارسها بعض أطباء المستشفى. البداية كانت عندما توجهت السيدة فاطمة برفقة زوجها، إلى أحد المستشفيات الثلاثاء الماضي بعد أن دهمتها آلام قوية، ولعلم المستشفى بحالتها مسبقاً تم إرسال «فاكس» إلى مستشفى الملك فهد بالباحة لكن دون رد، عندها تدخل أحد مسؤولي المستشفى بعد ساعتين من الانتظار، وأمر بتجهيز الإسعاف والانطلاق بالسيدة حرصا على سلامتها بعد تدهور حالتها، قبل أن يصل الرد الذي لم يأت. وعند وصول الإسعاف إلى مستشفى الملك فهد تركت السيدة نصف ساعة في إحدى غرف الطوارئ حتى تم الحصول على ملفها بالمستشفى، فقامت إحدى المختصات «الطبيبة المناوبة « وحولتها إلى غرفة بجناح الولادة بالدور الثالث بالمستشفى، وجرت بعدها محاولات عديدة فاشلة للاتصال باستشاري النساء والولادة لمباشرة السيدة التي بقيت تنزف حتى خرج أحد أجنتها حيا عند الساعة السابعة من يوم الثلاثاء الماضي، ولكن حجمه الذي لم يتجاوز 150 جراما، لم يساعده في الصمود طويلا. وعند الساعة الثامنة وصل كادر الاستشاريين بقسم النساء لغرفة الولادة حيث لوحظ أن مشيمة الجنين لم تنزل وبقيت عالقة داخل الرحم فاضطروا للانتظار حرصا على حياة بقية الأجنة. وفي مساء اليوم التالي نزل الجنين الثاني إلى عنق الرحم وبقي عالقا هناك من الساعة العاشرة مساء وحتى اليوم التالي عند الساعة الثامنة دون تدخل، لعدم وجود الأطباء المشرفين على الحالة. وبعدها نزل الجنين وتبعه الثالث، وبقي ثلاثة آخرين « فقد كان المشرف على الحالة يعتقد ذلك» ولكن كانت المفاجأة بانتظارهم حيث خرج أربعة أجنة دفعة واحدة ليصبح العدد سبعة أجنة عبارة عن خمسة ذكور وأنثيين، فيما بقيت الأم تحت الملاحظة حتى صباح أمس الجمعة حيث كانت تعاني نقصا حادا في الدم نظرا لأن طبيبها كان يطلب منها تناول حبتين فقط من حبوب الحديد التي توصف للحوامل. والغريب في الأمر أن الطبيب عاتب زوج السيدة وقال له إن زوجته كان من المفترض أن تتناول ثلاث حبات! هكذا انتهت رحلة التوائم السبعة الذين حمل أولهم يوم الثلاثاء إلى قبرة ليتبعه البقية أمس الأول. وقال محمد الغامدي والد التوائم ل»الشرق» كنت أعلم بأن حالة زوجتي نادرة جداً وربما تكون الأولى على مستوى المملكة والتي ستشهدها مستشفياتنا، لذلك قمت بالبحث عن أية وسيلة اتصال بوزير الصحة وأخيراً توصلت إلى بريد مكتبه الإلكتروني وأرسلت له رسالة قبل أكثر من أسبوع، ولكن دون رد، وعندها أيقنت أن الأمر لا يتجاوز متطلبات الضجيج الإعلامي- على حد تعبيره-. واستطرد :»لم أكن متأسفا بقدر ما كنت حزينا على وضع مستشفياتنا الحكومية لذلك خاطبت وزير الصحة لتتكفل الوزارة بنقلها والإشراف على حالتها النادرة، حيث كان من الأولى رعايتها منذ اكتشاف حالتها. ولكن تتخيلوا أنهم يعطوننا مواعيد كل أسبوعين ونقطع أكثر من سبعين كيلومترا وسط عوائق الطريق لنأت في الوقت المحدد. أما الأم فاطمة الغامدي فبعد أن حمدت ربها على قضائه وقدره قالت:» تبخرت أحلامي بأن أرى ما حملتهم في أحشائي بعد أن استقطعت ألف ريال من مكافأة «حافز» ووضعتها في «جمعية» لتغيير أثاث البيت، واستقبال أجمل حلم تحلم به أية امرأة. وأشارت إلى أنها مرت بأقسى أربعة أيام في حياتها حيث كان شبح الموت يحوم حولها، ولكنها كانت تتمسك برحمة ربها أن ينجيها من هذا الاختبار:» الله أعطى والله أخذ». الزوجان اختارا لأجنتهم السبعة أسماء تبدأ ب»عبد» فيما أطلقا اسمي خديجة وعائشة على البنتين. «الشرق» اتصلت بالناطق الاعلامي ب «صحة الباحة» ماجد الشطي وعرضت عليه القضية، لكنه وعد بالرد لاحقا بعد أن يستوفي كافة التفاصيل ابتداء من دخول السيدة قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد بالباحة حتى وضعت آخر أجنتها.