فادت وسائل إعلام النظام أمس بتجدد اندلاع الحرائق في بعض محلات منطقة العصرونية بدمشق القديمة، وذلك عقب إخمادها قبل ظهر أول من أمس بعدما شهدت منطقة العصرونية حريقاً هائلاً قضى على نحو نصف المحلات التجارية هناك. وأكدت صفحة «دمشق الآن» الموالية على موقع «فايسبوك» بتجدد نشوب الحرائق في العصرونية، من جهة المسكية، حيث عملت وحدات الإطفاء والدفاع المدني لما بعد منتصف الليل على إهمادها. وبسبب شدة اشتعال النيران، بدأت بعض المحلات التجارية في العصرونية بالانهيار نتيجة تآكلها بسبب الحرائق. وكانت دمشق أصبحت أول من أمس، على حريق أتى على رقعة شاسعة من سوقها القديم وتحديداً سوق «العصرونية» المتخصص ببيع المنتجات البلاستيك والألعاب وغيرها من المنتجات الشديدة الاشتعال، والذي استمر لعدة ساعات بسبب تأخر فرق الإطفاء، مما أفسح المجال لنيران الحريق بالتمدد في السوق الذي أدى لاحتراق أكثر من 80 محلاً ومستودعاً تجارياً وانهيار أجزاء من السوق الأثري. وفي حين زعمت وسائل إعلام النظام بأن سبب الحرائق هي «ماس كهربائي»، أكدت في المقابل مصادر ل»أورينت نت« أن أصحاب المحال في سوق العصرونية بدمشق كانوا قد رفضوا عروضاَ لبيع محلاتهم للسفارة الإيرانية بمبالغ طائلة وترجح هذه المصادر أن يكون الحريق، الذي أصاب السوق صباح السبت، بهدف إجبار الأهالي على البيع. ويخشى أصحاب المحال التجارية أن يكون هذا الحريق مقدمة لاخراجهم بعد رفضهم لبيع هذه المحال للسفارة الإيرانية حيث إن السوق قريب من جامع «الست رقية» الذي اشترت إيران الكثير من العقارات المحيطة به لزيادة مساحة الجامع. ويضيف الصدر ل»أورينت نت» أن السفارة الإيرانية قامت في 2005 2006 بتنفيذ توسعة لجامع «الست رقية» وأحد أهداف المشروع كانت إزالة البناء الذي يفصل الجامع عن الشارع، وشهد جامع الست رقية في دمشق القديمة عدة تحديثات في بنائه من قبل السفارة الإيرانية بالاضافة لزيادة مساحته بعد شرائها عدة عقارات مجاورة للجامع وتحويله لحوزة علمية كبيرة. وقال قائد فرقة عمليات دمشق وريفها التابعة للجيش الحر أبو زهير الشامي، بحسب ما نشره الإعلامي فيصل قاسم على صفحته الشخصية على موقع «فايسبوك«، إنه «بعد تواصلي عبر اتصال مع أحد التجار في العصرونية بدمشق وسؤالي عن الحريق الذي التهم المنطقة أكد لي أن رجالاً من قبل النظام الأسد كانوا يترددون بشكل يومي ولمدة أسبوع على ملّاك المحال لبيعها لرجال أعمال إيرانيين، وعند الرفض من معظم ملاك المحال تم الانتقام«. وأضاف الشامي أن التاجر أكد له أنه بعد حرق المحال، هددوهم بأن بيوتكم أيضاً لن تسلم فالبيع أفضل واسلم. يشار إلى أن العصرونية، جزء من المدينة القديمة متاخمٌ للجامع الأموي وقريب للأماكن التي سيطرت عليها الجمعيات وجهات أعلنت تبعيتها لإيران وأظهرت صراحة صبغتها الدينية. وتشير التقديرات إلى أن حجم الخسائر التي أصابت محال العصرونية تقدر بمليارات الليرات السورية. يذكر أن سوق العصرونية الأثري كان قد تعرض للدمار مرتين انهار جزء مرة إبان الثورة السورية ضد الفرنسيين عام 1925 نتيجة للقصف المدفعي الفرنسي على المنطقة، والمرة الثانية عام 1945.