رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس (الأحد)، المؤتمر الدولي الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل (رحمه الله) بعنوان «سعود الأوطان» وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض. وانطلق الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة، بكلمة مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، استعاد فيها سيرة الراحل الأمير سعود الفيصل معه من يوم أن رأى النور إلى أن توفاه الله، معددا كثيرا من مناقبه وصفاته الحميدة. وقال: «سعود الفيصل أخ وصديق وزميل.. ولدنا في عام.. وتزوجنا في يوم.. ورزقنا مولودين.. بين عشية وضحاها. درسنا في نموذجية الطائف ثم في أمريكا وبدأنا حياتنا العملية موظفين.. ثم مسؤولين.. لعبنا كرة القدم معاً.. وامتطينا صهوات الخيل سوياً.. مارسنا البيزره.. واقتنصنا الحباري في الصحاري تفاهمنا بدون كلام.. وتبادلنا المودة والاحترام. كان يرحمه الله شاباً وسيماً.. ورجلاً قديراً وشيخاً حكيماً واسع المعرفة.. كبير الموهبة.. رفيع المنزلة هدوؤه مهاب.. وصمته خطاب.. ولحظه شهاب إذا تحدث أسكت.. وإذا فعل أنجز.. وإذا انتصر تواضع. أضاف إلى السياسة أنفة.. وإلى المناصب عظمة.. شهدت له المنابر والمؤتمرات.. والتفتت إليه الرؤوس والنظرات.. وأكبره الساسة والقيادات. فاجأه المرض فأخفاه.. وأعاقه فتحداه.. لم أر أصبر منه إلا والده يرحمهما الله.. أثقله الإعياء فاتكأ على عصا.. وجار الزمان فاستأبى وعصى.. تحامل على الجسد المنهك بعنفوان لله دره.. كيف حمل الزمان والمكان. فرقتنا الأيام.. بقي في الرياض وأقام.. وتنقلت بين عسيرومكة أكثر من أربعين عام، وفي لحظة استثناء.. كحلم مساء.. اجتمعنا.. تحت سقف مجلس الوزراء.. كنّا فيها أكثر قرباً وتفاهماً وصفاء.. ثم رحل.. ثم عاد على عجل.. محمولاً على أكتاف التاريخ.. والأجل.. بطل.. والسلام». ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد الفيصل كلمة قال فيها: «يا خادم الحرمين نشكر لك مجيئك إلى هذا الاحتفال لرجل أمضى حياته في خدمة هذا الوطن، وعاصر في الخدمة أربعة ملوك، وكاد أن يعاصر عهدكم الكريم فأرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتغمده برحمته ويسكنه جناته ويسد الثغرة التي تركها في قلوبنا ولكن لا اعتراض لنا على أمر الله. فأرجوا أن تسمحوا لي أن أرحب بكم وبمن جاء من أوطانهم وجاء من أماكن مختلفة لكي يحيوا ذكرى سيرة سعود الفيصل الذي افتقدناه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». ثم شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور مقطعاً مرئياً عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل يوضح خدمته للإسلام، وخدمته لخمسة ملوك، كما تطرق إلى شخصيته، ودبلوماسيته، وإخوانه. عقب ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والحضور فيلماً وثائقياً عن الأمير سعود الفيصل (رحمه الله). إثر ذلك تسلّم خادم الحرمين الشريفين هدية مقدمة باسم أبناء وبنات جلالة الملك فيصل (رحمه الله)