: قام جهاز الأمن الوطني المصري في مذكرة رفعها يوم السبت الماضي إلى لجنة شئون الأحزاب، برفض منح حزب "التحرير" الموافقة الأمنية على إشهار الحزب، وذلك بسبب مرجعيته الدينية الشيعية، وهو ما يخالف قانون تأسيس الأحزاب في مصر، بالإضافة إلى وجود شبهات تلقي دعم مادي من الخارج، خاصة من دولتي إيران ولبنان، ويعد هذا الرفض هو الثاني منذ التقدم بطلب تأسيسه في شهر أكتوبر الماضي. وقالت المذكرة التي حملت رقم 51 حصر أمن وطني لسنة 2012 بتاريخ 9 فبراير 2012: إن المدعو أحمد راسم النفيس، وكيل مؤسسي حزب "التحرير" تحت التأسيس، ينتمي إلى المذهب الشيعي وأنه اتخذ من مدينة 6 أكتوبر كمركز للدعوة إلى مذهبه واستقطاب الشباب وأنه اعتاد إقامة الفعاليات والندوات والمؤتمرات للدعوة والترويج للمذهب والفكر الشيعي بمعاونة آخرين منهم 214 عراقيا مقيمين بمدينة 6 أكتوبر منذ عام 2003، ما يهدد الأمن العام نظرًا لحالة الرفض الشعبي للمد الشيعي في مصر. وأضاف جهاز الأمن الوطني في مذكرة رفض إشهار الحزب من الناحية الأمنية، أن القطب الشيعي أحمد راسم النفيس وكيل مؤسسين الحزب لم يفصح عن مصادر تمويل الحزب وأن مذكرة التحريات أكدت على تردد شخصيات أجنبية وعربية عليه وأنهم يشاركون في الإنفاق على فعاليات التيار المذهبي وعلى مطبوعاته وعلى مختلف الأنشطة وأنهم يدعمون التيار ماديا مما يثير شكوك ومخاوف حول تمويل الحزب في المستقبل ، حسبما نقلت وسائل الإعلام المصرية. وكان أحمد راسم النفيس القيادي الشيعي في مصر قد تقدم في شهر أكتوبر الماضي بأوراق تأسيس حزب " التحرير" حاملا توكيلات عن أعضاء مؤسسين من مختلف التيارات السياسية الليبرالية والناصرية بالإضافة إلى أعضاء مسلمين ومسيحيين من مختلف المذاهب والطوائف، لكن لجنة شئون الأحزاب رفضت الطلب.. فتوجه النفيس إلى محكمة القضاء الادارى وقام بالطعن على قرار لجنة شئون الأحزاب وبناء عليه طلبت المحكمة تحريات الأمن الوطني وهو التقرير الذي تم الانتهاء منه مؤخرا بالرفض لدواعي أمنية. ويؤكد مراقبون أن الشيعة في مصر - رغم قلة أعدادهم - استغلوا أجواء الحرية التي تتمتع بها البلاد بعد ثورة 25 يناير، في إظهار تلك الطقوس الشيعية التي لم يكن لها أي وجود في مصر المعروفة بأنها إحدى معاقل المسلمين السنة في العالم، ولا يعرف للشيعة فيها أي وزن منذ أزمنة بعيدة. ومؤخرًا، دأبت إيران - راعية التشيع في العالم - على استقطاب عدد من مشايخ الطرق الصوفية أبرزهم علاء أبو العزايم - شيخ الطريقة العزمية - بهدف اتخاذ تلك الطرق معبرًا لاختراق المجتمع المصري ونشر التشيع بين الكثيرين من أبنائه الطيبين عبر إغراءات مالية وغيرها. وكان تقرير سري لمجمع البحوث الإسلامية قد حذر من استغلال بعض التيارات والجهات الشيعية للطرق الصوفية في مصر، في محاولة نشر أفكار ومبادئ المذهب الشيعي بين أتباع ومريدي هذه الطرق، مستغلة في ذلك وجود تشابه بين التصوف والتشيع. وأشار التقرير الذي أعدته لجنة المتابعة بالمجمع إلى تدفق الأموال على أتباع الطرق الصوفية في مصر. وكذلك حذر الدكتور يوسف القرضاوي من اتخاذ الطرق الصوفية قنطرة لنشر التشيع في مصر.