أكد الدكتور سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب، أن ثورة يناير كانت بمثابة لحظة كاشفة فى تاريخ مصر وأنها غير مسبوقة فى التاريخ المصرى الحديث، وقال فى كلمته التى ألقاها فى بداية جلسة اليوم بمناسبة مرور عام على تنحى مبارك "إن هذه الثورة العظيمة استطاعت أن تهزم النظام بضربة واحدة وأجبرت الرئيس السابق على التنحى"، واصفا ما أنجزته الثورة خلال عام رغم بعض العثرات بأنه من آثار العبقرية المصرية. وأضاف الكتاتنى: "إننا فى حاجة إلى المصارحة والمكاشفة والتأكيد على سلمية الثورة وتطبيق القصاص على المتورطين فى إراقة الدماء والتنبيه على خطورة الانتقاص من المسيرة الديمقراطية". وشهدت الجلسة جدلا بين النواب حول تعديل لائحة المجلس، خاصة فيما يتعلق بأولوية مناقشة طلب الانتقال إلى جدول الأعمال على أى اقتراح آخر بعد مناقشة الاستجوابات وطالب النائب البدرى فرغلى بتغيير آلية الاستجوابات، خاصة فيما يتعلق بالانتقال إلى جدول الأعمال وقال "فى كل مرة ننتقل إلى جدول الاعمال بعد الاستجوابات دون أن يكون هناك اقتراحات أخرى غير الانتقال إلى جدول الأعمال"، وتساءل: "إزاى إحنا هنسحب الثقة من الحكومة ونحن لم نعطها الثقة أصلا". ورد عليه، حسين إبراهيم زعيم الأغلبية، قائلاً: "أحب أطمئن الأستاذ البدرى فرغلى أن زمن الأغلبية الميكانيكية انتهى بلا رجعة"، وعقب الكتاتنى على كلام زعيم الأغلبية "حتى لو كان ذلك صحيحا فإن هذا لا يمنع أن نناقش تعديل هذه المادة". فيما طالب النائب أحمد عطا الله عن حزب الوفد، بتطبيق شرع الله فيما يتعلق بتعويض شهداء ثورة 25 يناير، موضحاً أنه جرى مخالفة المادة الثانية من الدستور والتى تنص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، فرد عليه الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب قائلاً "سأحيل طلبك للجنة التشريعية، وأرفض التسلل على الأحداث". من جانبه شدد، عدد من نواب المجلس على ضرورة تشديد الدور الرقابى فيما يتعلق بقضية "رغيف العيش"، حيث طالب النائب محمود عطية، بضرورة تفعيل الدور الرقابى لوزارة التموين، محذراً من أن نسمع عن شهداء ل"رغيف العيش"، قائلاً: "عاتبنا الحكومات السابقة على عدم توفير رغيف العيش، ولا نزال نبحث عن العيش للمواطن". وحينما انتقل المجلس إلى جدول الأعمال، طلب الكتاتنى من المستشار محمد عطية، وزير شئون مجلسى الشعب والشورى، تحديد موعد لمناقشة 15 استجوابا تقدم بهم نواب من مختلف الاتجاهات، منها 5 استجوابات موجهة للمشير طنطاوى بوصفه وزيرا للدفاع عن الانفلات الأمنى وأحداث بورسعيد، فقال عطية: "الحكومة جاهزة لمناقشة الاستجوابات فى الوقت الذى تحدده هيئة مكتب المجلس". مناقشة التهديدات الأمريكية ومن ناحية أخرى قرر رئيس البرلمان المصري الدكتور سعد الكتاتني مناقشة التهديدات الأمريكية الأخيرة بقطع المعونة عن مصر، وذلك على خلفية مداهمة منظمات المجتمع المدني المتهم فيها أمريكيون، في جلسة غد الاثنين. وجاء هذا بعد بيان عاجل تقدم به النائب سالم شنب عن الأحداث الأخيرة، وقال البيان إنه "بخصوص الأحداث التي وقعت على نحو سافر من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتدخلها في شئوننا الداخلية والتهديد بصورة غير مقبولة تمامًا بقطع المعونات الأمريكية، والتلويح بها، غير آخذة في الاعتبار كرامة الشعب المصري ورد فعله". وتصاعدت حدة الأزمة بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية علي خلفية اتهام 19 أمريكياً بالعمل في مصر بدون ترخيص في قضية التمويل الأجنبي، وهدد نواب ب "الشيوخ الأمريكي" بقطع المساعدات العسكرية عن مصر إذا صدرت أحكام ضد الأمريكيين المتهمين في القضية. كما حذر ثلاثة أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي مصر من خطر حصول قطيعة "كارثية" بين البلدين، وهو الأمر الذي أثار غضب عارما في مصر منددين بالسياسة الأمريكية. وأطلق الداعية الإسلامى، الشيخ محمد حسان، مبادرة حملت اسم "المعونة المصرية" أمس للاستغناء تمامًا عن المعونة الأمريكية، "عسكريًا واقتصاديًا". وتعهّد حسان بجمع مبلغ المعونة فى ليلة واحدة، قائلاً: "أقسم بالله وعلى مسئوليتي أمام الله أن الشعب المصري سيجمع مئات الأضعاف مما كانت تُقدِّمه لنا أمريكا من معونات تافهة".