قرر الجيش العراقي تأجيل هجوم كان سينفذه في إطار حملة استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، حتى يصل المزيد من القوات لتعزيز السيطرة، في وقت تحدث مصدر كردي عن خسائر كبيرة في صفوف الجيش. وقال قائد العملية اللواء نجم عبد الله الجبوري إن القوات العراقية الآن بانتظار وصول وحدات من الشرطة الاتحادية ومقاتلين من العشائر المحلية للسيطرة على الأرض "بعد استعادتها". وأضاف في بيان أن هذا سيحرر قواته لمواصلة الهجوم على "المتشددين"، وندد بما وصفها "محاولة للنيل من قدرات الجيش العراقي". وأوضح الجبوري أن "المتشددين" حفروا شبكة من الأنفاق تحت قرية النص، وأعدوا انتحاريين وأسطولا من السيارات الملغمة يحتوي بعضها على غاز الكلور، "وهو سلاح كيميائي سبق أن استخدمه تنظيم الدولة الإسلامية في شمال العراق". خسائر في سياق متصل، عبر الأمين العام لوزارة البشمركة -التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق- جبار ياور عن قلقه من إخفاقالجيش العراقي في إحراز تقدم في العمليات العسكرية لتحرير نينوى من سيطرة تنظيم الدولة. وقال ياور إن الجيش العراقي تكبد خسائر بشرية ومادية دون أي تقدم ملحوظ "بسبب عدم الإعداد للمعركة رغم امتلاكه الأسلحة المتطورة"، مضيفا "نحن قلقون من نتائج العمليات العسكرية في محور مخمور والتي أخفقت في تحقق الأهداف التي خطط لها وكان من المؤمل أن تكون قاعدة للانطلاق نحو تحرير باقي مناطق محافظة نينوى". وأكد ياور على "أهمية تحرير مدينة الموصل وجميع مناطق محافظة نينوى الخاضعة لسيطرة داعش كونها تشكل صمام الأمان بالنسبة لحكومة الإقليم، وبتحريرها يعم الأمن والاستقرار فيه ولا يبقى أي تهديد على أمنه". معارك هيت من ناحية أخرى، شن طيران التحالف الدولي اليوم الأربعاء غارات على مدينة هيت بمحافظة الأنبار غربي العراق، أسفرت عن مقتل 14 من تنظيم الدولة، في وقت تتواصل المعارك في المدينة بين القوات العراقية والتنظيم. وقال مصدر في قيادة العمليات المشتركة إن طيران التحالف شن غارات جوية على رتل مكون من ثماني عربات محملة بالأسلحة والصواريخ في الطريق الواقع بين زخيخة والدولاب في مدينة هيت، موضحا أن "الغارة أسفرت عن تدمير ست عجلات وتدمير الأسلحة التي تحملها ومقتل 14 عنصرا من التنظيم". وأشار المصدر إلى أن "القوات الأمنية في تقدم مستمر داخل قضاء هيت خصوصا بعد تحرير أغلب مناطقه وشروع الجهد الهندسي في عمليات إزالة العبوات الناسفة بهدف فتح الطرق وإبعاد الخطر أمام عناصر القوات الأمنية". في غضون ذلك، وصف المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني المواجهات التي تدور في هيت منذ عدة أيام بأنها الأقوى والأشرس في معارك القوات العراقية ضد تنظيم الدولة. وأضاف النعماني أن القوات العراقية تحاول الآن إكمال سيطرتها على ما تبقى من المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات، وأن مسلحي التنظيم بدؤوا الانسحاب إلى الضفة الغربية لنهر الفرات. من جهته، قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب في العراق عبد الغني الأسدي إن العمليات العسكرية التي تخوضها قوات الأمن العراقية لاستعادة بلدة هيت الواقعة شمال غرب الرمادي من قبضة تنظيم الدولة "وصلت إلى مراحل متقدمة"، موضحا أن طبيعة بلدة هيت والمناطق المحيطة بها حدّت من تقدم قوات الأمن.