يهدف مشروع جديد يحمل اسم "الصحراء الكبرى" إلى بناء مزارع بتكلفة 30 مليون دولار على مساحة 10 هكتارات من الأراضي الصحراوية في تونس. ويأتي هذا المشروع Sahara Forest Project كخطوة حديثة، تهدف إلى توفير الوظائف والغذاء والمياه الصالحة للشرب في المنطقة. حيث يوجد حاليا أكثر من 800 مليون من البشر حول العالم يعانون من انعدام مصادر الغذاء، وهذا العدد في ارتفاع مستمر مع زيادة عدد السكان وارتفاع درجات الحرارة على كوكبنا وبالتالي ارتفاع نسبة الجفاف، مما يدل على أهمية الاتجاه نحو إنشاء مزارع واسعة المساحة على صحراء كوكب الأرض. ومن المتوقع أن يحقق هذا المشروع مردودا ماديا ضخما، بالاضافة للمنافع الاجتماعية والبيئية، وتهدف الخطة إلى تسخير موارد الطبيعة، مثل الشمس ومياه البحر، بحيث يتم استخدام الطاقة الشمسية في توليد الحرارة، بينما يتم استخدام مياه البحر للحصول على المياه العذبة. وبالرغم من أن الفكرة تبدو غريبة، إلا أنه قد تم بالفعل في السابق انتاج خضار في منشأة أقيمت بقطر تابعة لمشروع "الصحراء الكبرى"، وكان معدل انتاج الخضروات في هذه المنشأة معادلا لانتاج مزرعة في أوروبا على مدار عام كامل. وبينما يجري بناء أكبر منشأة تابعة لهذا المشروع في الأردن، سيتم توظيف العديد من السكان المحليين في تونس كمزارعين وفنيين، حيث يحظى المشروع بدعم من الحكومة التونسية التي تسعى للتخفيف من أثار ارتفاع درجة حرارة الأرض. و قال البروفيسور " هيربرت هيرت " للعلوم والتكنولوجيا في جامعة الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية، إن من بين أكبر المشاكل في منطقة شمال أفريقيا والدول العربية هي الغبار والعواصف الرملية التي تغطي باستمرار الألواح الشمسية، ويواجه المشروع بعض المشاكل المماثلة لزراعة النباتات على سطح المريخ. و يطمح مشروع الصحراء الكبرى، في يوم ما، أن يقوم بخدمة 4 الاف هكتار من الأراضي الصحراوية، وتوظيف 6000 شخص، وانتاج حوالي 170 ألف طن من الطعام سنويا.