أفادت مصادر للجزيرة ب مقتل أربعة مدنيين وإصابة آخرين بقصف بقذائف الهاون من قبل المليشيات الشيعية على مناطق في المقدادية بمحافظة ديالى (80 كلم شمال شرق العاصمة العراقية بغداد). وذكرت المصادر أن قصف المليشيات استهدف مناطق نهر الإمام والهارونية والمَخيسة وسنسل وقرية سارة بمدينة المقدادية، كما فجرت المليشيات منزلين على الأقل بمنطقة الثورة. ووفق المصادر فإن هجمات المليشيات بدأت بعد انسحاب الجيش من المقدادية وتسليم مسؤولية أمنها للشرطة. وقال الصحفي أحمد العزاوي بالمقدادية إن قوات الشرطة وفرت الغطاء لممارسات المليشيات في قضاء المقدادية، والتي انتشرت منذ مساء الاثنين، وقامت بتفجير تسعة منازل بمنطقة المطار، واغتالت سبعة أشخاص، بينهم شيخ قبيلة الزبيد جاسم الزبيدي، ثم اختطفت ابنه, كما نهبت ممتلكات في منطقة حي المعلمين. وأضاف المصدر الإعلامي أن أصوات قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا ما تزال تسمع في أنحاء المقدادية، وهناك جرحى بالعشرات بينهم أطفال جراء القصف، ولا يستطيع أهلهم الخروج من منازلهم. هجمات انتقام ووفق الصحفي العراقي فإن هجمات المليشيات بالمقدادية جاءت انتقاما للهجوم "الانتحاري" الذي نفذه تنظيم الدولة الإسلامية أمس الاثنين بمجلس عزاء، وراح ضحيته أربعون شخصا من السنة والشيعة، وبينهم قيادات في الحشد الشعبي، وتُحمل المليشيات أهل السنة المسؤولية عن الهجوم. وأفاد مسؤولو أمن وشهود بأن الوضع بالمقدادية متوتر، وأن العشرات من عناصر الفصائل الشيعية المسلحة انتشروا بالشوارع، بينما كان وجود قوات الأمن ضئيلا، وسط مخاوف من أن يؤدي الهجوم إلى زيادة التوتر الطائفي. كما أكدت مصادر أمنية أن قائد شرطة البلدة أصيب في اشتباكات مع مقاتلين من فصائل شيعية مسلحة حاولوا انتزاع أشخاص يشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة من سجن بالمقدادية. ووردت أنباء عن توجه وحدات من الجيش العراقي إلى المدينة للحيلولة دون وقوع أعمال انتقامية تستهدف السنة. تحمل المسؤولية من جانب آخر، قال محافظ ديالى السابق عمر الحميري إنه يحمّل المحافظ الحالي مسؤولية حماية السنة بمدينة المقدادية بعد تجمع مليشيات الحشد بهدف الانتقام من العائلات، ودعا السلطات العراقية إلى عدم السماح للمليشيات بالانتقام بسبب هجمات تنظيم الدولة. وقد سبق أن قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قبل شهرين إن العمليات الانتقامية التي تستهدف السنة في المقدادية كانت تجري بعلم الدولة، وإن منفذيها معروفون بالأسماء. وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش كشفت أن عناصر من مليشيات شيعية -ضمتها الحكومة إلى قوات الجيش- اختطفت وقتلت عشرات من السنة المقيمين بالمقدادية، دون أن يقدَم المشتبه فيهم إلى العدالة. وفي سياق متصل، علق مجلس النواب العراقي جلسته أمس الثلاثاء بناء على طلب أعضاء فيه، احتجاجا على هجوم المقدادية، وقال عضو التحالف الوطني فرات التميمي بمؤتمر صحفي عقد في مبنى البرلمان إن رئاسة البرلمان استجابت لطلب التحالف. واعتبر التميمي أن تفجير المقدادية "إبادة جماعية بحق مكون معين" محملا القيادات الأمنية في ديالى مسؤولية التقصير الذي يقف وراء التفجير، بينما حمل بعض الساسة مسؤولية التحريض ضد القوات الأمنية والحشد الشعبي.