: عملت الشرطية السابقة من ولاية نبراسكا الأميركية، كاثرين بولكوفاك، في شركة داين كورب الخاصة والعسكرية، التي بدأت ضمن مهمة الشرطة التابعة للأمم المتحدة في البوسنة عام ،1999 بعد ان حصلت على عقد لتدريب الشرطة هناك. واصبحت كاثرين محققة في مجال حقوق الإنسان، واكتشفت ان اشخاصا من شركتها، ومن مهمة قوات الأممالمتحدة كانوا متورطين في الاتجار بالبشر. وعندما اثارت الموضوع بقوة تم طردها من عملها. مقتطفات من حوار أجرته معها صحيفة الإندبندنت بهذا الخصوص. ماذا تعرفين عن شركة داين كورب؟ عندما وقّعت على عقد العمل مع هذه الشركة لم اكن اعرف عنها اي شيء، وكانت تمثل وزارة الخارجية الأميركية، فكيف يمكن ان تكون سيئة! أين كانت قضيتك الأولى المتعلقة بتجارة البشر؟ في مدينة زينتشا البوسنية، وكنت أعمل مع امرأة كانت قد نجت من هذه التجارة وأبلغتني عن حانة تدعى فلوريدا، وعندما ذهبت الى هناك وجدتها مغلقة، ولكني عثرت خلف تلك الحانة على جميع انواع جوازات السفر التي تحملها النساء في اوروبا الشرقية، اضافة الى كمية كبيرة من الدولارات الاميركية، وعندما صعدت الى الدور الثاني عثرت على سبع نساء محبوسات هناك. هل قمت بالعديد من أعمال الدهم للمنازل التي اعتقدت انها يوجد بها نساء؟ لا، لم اقم بالعديد من أعمال الدهم، ولكن المراقبين الآخرين في المهمة فعلوا ذلك. ووصف العديد من النساء لي ما تعرضن له حتى تمكنّ من الهرب، وأسوأ الأمثلة على تورط شخص في موضوع تجارة النساء هو احد ضباط الشرطة من المهمة، الذي ابلغني كيف انه اشترى شابة من خارج مدينة سراييفو. لماذا لم تكشف التحقيقات عن هذه الانتهاكات؟ لسوء الطالع لم يكن هناك تحقيقات حقيقية لأنهم كانوا يعملون على إلغائها من البداية، واذا كان احد الأشخاص متورطاً، خصوصاً اذا كان من الجنود الدوليين، يتم اتخاذ خطوات اساسية لإنهاء التحقيق. وربما يتم ارساله الى مهمة اخرى او الى دولته التي ارسلته الى الأممالمتحدة. واذا كان المتورط دبلوماسياً كان يتم اتخاذ خطوات تهدف الى التعتيم على آثاره. وكانت تتم اعادة الضحايا، اي الفتيات، الى بلدانهن عادة، او يتم نقلهن الى مكان اخر. ولم يكن يسمح لهن الظهور للإدلاء بشهاداتهن، او اجراء اي مقابلة. ما ردة فعلك بعد اطلاعك على هذه المعلومات؟ في نهاية المطاف رأيت انه طفح الكيل، وانه حان الوقت كي اخرج من هذه الدائرة القذرة، فكتبت رسالة بالبريد الالكتروني قلت فيها: لا تقرأ هذه الرسالة اذ كنت تعاني مشكلات في المعدة او عذاب ضمير، وأرسلتها الى نحو 50 مسؤولاً في الشركة، والى مسؤولين في الأممالمتحدة، وذلك كي أتأكد من أن الجميع يعرفون بما يجري على أرض الواقع. ماذا كان الرد على رسالتك؟ جاءني العديد من الرسائل الجيدة عبر البريد الالكتروني من اشخاص يعملون في المهمة، كما جاءني عدد قليل من الرسائل السلبية من موظفين في شركة داين كورب، مثل مايكل ستيرزن الذي كان نائب رئيس المهمة. كيف تم طردك من الشركة؟ تم طردي لأسباب مزيفة، ولكني دافعت عن قضيتي لمدة عامين في محكمة التوظيف في مدينة ساوثامبتون، وشرحت لهم ان السبب الحقيقي وراء طردي من العمل يكمن في تدخلي وفضحي عمليات الاتجار بالبشر التي كان يقوم بها موظفون من الأممالمتحدة وشركة داين كورب. الامارات اليوم ترجمة حسن عبده حسن عن «الإندبندنت»