- مكةالمكرمة بين الداعية الشيخ خالد بن محمد الأنصاري عضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية بمناسبة الدعوة الى اقامة صلاة الاستسقاء بأن هناك أسباب عدة لنزول الأمطار ومنها: 1- كثرة الاستغفار : قال الله تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام(فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا ، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا). فإن كثرة الاستغفار سبب في محو الذنوب ، ودفع العقوبة ، ونزول الغيث قال الشعبي رحمه الله كما في "المصنف" لعبدالرزاق (3/87): (خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع ، فأمطروا ، فقالوا: ما رأيناك استسقيت؟! فقال: لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر ، ثم قرأ: واستغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدرارا). أَسْتَغْفِرُ الله ذَنْباً لَسْتُ مُحْصِيَهُ رَبّ العِبَادِ إليهِ الوَجْهُ والعَمَلُ 2- التوبة من الذنوب: فإن التوبة الصادقة تجب ما قبلها من المعاصي والآثام ، وقد قال الله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) والتوبة سبب في الفلاح والنجاة في الدارين ، وهذا نبينا عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح عنه يقول: (يا أيها الناس ؛ توبوا إلى الله ، فوالله إني لأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة) فالتوبة سبب في نزول الرحمة والغيث قال عزوجل في قصة هود عليه السلام: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين). خُذْ مِنْ شَبَابِكَ قَبْلَ المَوْتِ والهَرَمِ وَبَادِر التوبَ قَبْلَ الفَوْتِ والنَدَمِ وَاعْلَم بِأنَكَ مَجْزِيٌ وَمُرْتَهَنٌ وَرَاقِبِ الله وأحْذر زَلَّةَ القَدَمِ 3- الإيمان بالله ولزوم التقوى: فالإيمان بالله عزوجل ووحدانيته وربوبيته مع لزوم تقواه بإتباع أوامره واجتناب نواهيه سببان في نزول الغيث لقوله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركاتٍ من السماء والأرضِ). 4- الإحسان: ويكون ذلك بإخلاص الطاعة لله تعالى ، والإحسان لعباده المؤمنين بفعل الخير قال عزوجل: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) قال الإمام القرطبي رحمه الله في "الجامع لأحكام القرآن"(9/250): (وقيل: أراد بالرحمة هنا المطر). 5- صلاة الاستسقاء: وتسن عند جدب الأرض وتأخر المطر لما ثبت من حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فاستسقى ، واستقبل القبلة ، وقلب رداءه ، وصلى ركعتين) قال الإمام النووي رحمه الله في "المجموع"(5/68): (وأكمل الاستسقاء أن يكون بصلاة ركعتين وخطبتين ، ويتأهب قبله بصدقة وصيام وتوبة وإقبال على الخير ومجانبة للشر ، ونحو ذلك من طاعة الله تعالى). 6- الاستقامة: وهي منزلة من منازل العبودية عند أهل السنة والجماعة قال تعالى: (وألوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غَدقاً) فالاستقامة سبب من أسباب نزول الغيث وحصول الأنس والسعادة في القلب للعبد ، وهي عتبة العبودية كما أجمل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في قوله: (من أراد السعادة الأبدية فليزم عتبة العبودية).