بعد مضي نحو أربعة أعوام ونصف العام على الحرب التي تعصف في سوريا بدأ جيش النظام السوري يتقهقر بشكل كبير أمام تقدم المعارضة ممثلة في جيش الفتح وتنظيم الدولة وفصائل أخرى مناوئة. في هذا الإطار تناولت صحيفة تايمز البريطانية خارطة الحرب في سوريا وأشارت إلى تراجع قوات الرئيس السوري بشار الأسد أمام تنظيم الدولة والقوى الأخرى المناوئة للنظام حتى صار لا يسيطر سوى على سدس الأراضي فقط من أرجاء البلاد التي تمزقها الحرب الضروس. وكشفت دراسة ميدانية أعدتها مجموعة "جينز للمعلومات" -وهي شركة بريطانية للاستشارات العسكرية والأمنية والإستراتيجية- عن فقدان النظام السوري المزيد من الأراضي لصالح المعارضة، وخاصة منذ مطلع العام الجاري. وأوضحت أن النظام السوري يحاول جهده الدفاع عن العاصمة دمشق، وعن اللاذقية على الشريط الساحلي على البحر المتوسط التي تشكل معقل الطائفة العلوية التي ينحدر منها الرئيس الأسد. ونسبت الصحيفة إلى محلل شؤون الشرق الأوسط في "مجموعة المعلومات" كولمب ستراك القول إن الأسد لا يمكنه تحمل تكلفة خسارة هاتين المنطقتين على وجه التحديد. ويرى ستراك أنه لن يكون بمقدور الأسد الاستمرار لفترة أطول، وخاصة في ظل تقدم جيش الفتح وتنظيم الدولة والفصائل المسلحة الأخرى على جبهات متعددة.