قالت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون يوم السبت إن المذبحة التي وقعت بكنيسة تاريخية للسود في ولاية ساوث كارولاينا تذكرة باستمرار العنف المؤسسي العنصري في الولاياتالمتحدة. وقالت كلينتون "إنه لمن قبيل المخادعة ان نصف مأساة كهذه على انها واقعة فردية وان نصدق انه في أمريكا اليوم تركنا التعصب خلفنا الى حد كبير وان العنصرية المؤسسية لم يعد لها وجود". واضافت "لكن على الرغم من افضل جهودنا وأكبر آمالنا فان نضال امريكا الطويل ضد العنصرية لن ينته بعد". وقالت "لا تزال العنصرية تمثل صدعا عميقا في امريكا". أدلت كلينتون بتصريحاتها هذه في مؤتمر لرؤساء البلديات في سان فرانسيسكو في اطار أول كلمة لها عن العنصرية بصفتها مرشحة للرئاسة الامريكية. وجاءت تصريحاتها بعد ثلاثة أيام من مقتل تسعة من الامريكيين من أصل افريقي بالرصاص خلال دراسة للكتاب المقدس في كنيسة ايمانويل الأسقفية الميثودية للأفارقة بوسط تشارلستون بولاية ساوث كارولينا. وكان قد القي القبض على الشاب الابيض ديلان روف البالغ من العمر 21 عاما يوم الخميس الماضي ووجهت اليه اتهامات بقتل تسعة من الامريكيين من أصل افريقي والتي شهدت جريمة القتل فيما يجري التحقيق معه على اساس ارتكابه جريمة كراهية. وقالت الديمقراطية كلينتون التي خسرت انتخابات الرئاسة الامريكية امام الرئيس باراك اوباما عام 2009 ثم عملت بعد ذلك وزيرة للخارجية خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى "اعرف ان الكثيرين منا كانوا يأملون بانه من خلال انتخابنا لأول رئيس أسود ان نكون قد طوينا صفحة من هذا الفصل في تاريخنا. أدرك ان هناك حقائق لا نريد ان نقولها بصوت عال لكن علينا ان نقولها لانه السبيل الوحيد الذي يمكننا ان نسير فيه معا الى الامام". وفي معرض سردها لبعض المصاعب التي يواجهها الأمريكيون الأفارقة قالت كلينتون إن المقترضين السود يمثلون ثلاثة أمثال المقترضين البيض فيما يتعلق بحرمانهم من الرهن العقاري وان متوسط ثروات الاسر السوداء يمثل قدرا ضئيلا من مثيله لدى الاسر البيضاء وان السود أكثر عرضة للتوقيف والتفتيش على ايدي الشرطة وان المخالفين من السود تصدر بحقهم عقوبات أشد. وقالت في إشارة إلى مقتل الشاب الأسود الأعزل تريفون مارتن عام 2012 في فلوريدا ما فجر موجات من الاحتجاجات على مستوى البلاد وجدلا بشأن العنصرية "لنكون صادقين مع انفسنا بالنسبة إلى سلامة نية وتفتح اذهان الكثيرين من البيض فان رؤية رجل اسود في زنط لا يزال يثير مشاعر من الخوف". وقالت "والتقارير الاخبارية عن الفقر والجريمة والتمييز لا تزال تثير التعاطف وحتى المشاركة الوجدانية لكنها قلما تدفعنا للعمل او تجعلنا نشكك في افتراضاتنا وتقديراتنا"