استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير بعد ظهر اليوم بصالة الاحتفالات الرئيسة بالخالدية بابها أصحاب الفضيلة القضاة ومديري الإدارات الحكومية ومحافظي المحافظات ورؤساء المراكز التابعة للإمارة وأهالي المنطقة وأعضاء مجلس المنطقة ومديري القطاعات العسكرية وجموع المواطنين من أبناء منطقة عسير و عدد من أبناء الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في المنطقة الذين قدموا لعزاء سموه في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله. وقد شكرهم سموه على مشاركتهم في هذا العزاء ، سائلاً الله أن يتغمد فقيد الأمة وعضيدها برحمته ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته. وقال سموه مخاطباً المعزين : إنني أرفع باسمي واسمكم جميعا العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو النائب الثاني وإخوانه أبناء الملك عبد العزيز ولكافة الأسرة الكريمة وشعب المملكة العربية السعودية الكريم وللأمتين العربية والإسلامية في وفاة الأمير سلطان رحمة الله فبفقده فقدت المملكة ركنا مهما من أركانها الهامة جدا حيث كان له رحمه الله بصمه في جميع مناطق المملكة وله اثر في كل بيت وفي كل جزء من هذه المملكة الغالية وأضاف سموه : سلطان بن عبد العزيز لم يكن إنسانا عاديا بل كان استثناءا في كل شي, كان سندا لوالده غفر الله له ولإخوانه الملوك وصولا إلى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز,فقد كان الذراع الأيمن لجميع ملوك المملكة العربية السعودية وبفقده فقدت المملكة إنسانا لا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال ,سلطان بن عبد العزيز كما نعرفه جميعا خصوصا أبناء هذه المنطقة كان له اثر في كل بيت فقد ساهم مساهمة فاعله في نهضة المملكة العربية السعودية منذ أكثر من ستين عاما , وهو من أسس المدن العسكرية في جميع أنحاء المملكة ,عرف يرحمه الله بعطفه و حبه لأبنائه وإخوانه أفراد القوات المسلحة السعودية بجميع قطاعاتها , كان دائما معهم في أفراحهم وأعيادهم وأحزانهم , كان يشعر كل فرد بأنه شخص محبب لديه. وأشار سموه إلى ما شاهده الجميع بالأمس في مراسم العزاء من التلاحم والتراحم والاحترام الذي تجلى بخروج خادم الحرمين الشريفين بنفسه لاستقبال جثمان أخيه وولي عهده سمو الأمير سلطان في المطار وكذلك الصلاة عليه -رحمة الله- في جامع الأمير تركي رغم ما يعاني منه أطال الله في عمره من آلام, فهو لم يمض على إجرائه للعملية إلا ثلاثة أيام فقط وكان من المقرر أن يبقى في المستشفى لثلاثة أسابيع كما نصحه الأطباء, إلا انه خرج بعد ثلاثة أيام وفاءا لأخيه , مؤكدا سموه بأنه يجب علينا أن نتعلم جميعنا نحن كمواطنين سعوديين من هذا الرجل معنى الوفاء ومعنى الاخوه الصادقة . مشيرا سموه إلى تلاحم القيادة مع شعبها في هذه الفاجعة فقال : هناك نوع آخر من الوفاء وهو عندما التف الشعب مع القيادة عند سماع هذا الخبر المفجع للمشاركة في حمل جثمانه ودفنه والصلاة عليه وهذه بمثابة صفعه قويه في وجه كل من يحاول أن يشكك في ترابط وتلاحم القيادة مع شعبها,كما توافد أبناء منطقة عسير هذا اليوم لتقديم العزاء , حيث كانت هذه اللحمة في جميع مناطق المملكة كما شاهدنا هنا في منطقة عسير تدفق المعزون من كل محافظات المنطقة لنقل التعازي ,وهذه كانت وقفه صادقه وقويه في وجه كل من يحاول زعزعة الأمن والتفرقة بين المواطن وولي الأمر , وأضاف سموه : أنا فخور جدا بكم في هذه المنطقة وفخور بتلاحمكم وترابطكم ,كما أن لي الفخر بأن اخدم هذه المنطقة وأخدم أهلها الأوفياء , فهي تثبت دائما بأنه يوجد بها الولاء الصادق واللحمة القوية كباقي المناطق, وهذه رسالة صريحة لكل من يحاول تفرقة صفوف السعوديين وفي نهاية كلمة سموه دعا الله أن يرحم الأمير سلطان بن عبد العزيز وان يجزيه خير الجزاء لما قدم لوطنه ولامته العربية والاسلاميه ,وما قدمه في جميع أنحاء العالم , متمنيا سموه أن تستمر هذه اللحمة ,ومكررا شكره لكل من حضر في هذا اليوم ,داعيا الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وان يمده بالصحة والعافية وان يبقيه ذخرا للوطن والمواطن وان يشد أزره بإخوانه الأمير نايف والأمير سلمان وان يحفظ هذه البلاد من كل مكروه وان يخزي أعداء هذا الوطن وان يذل كل من يحاول أن يتجاوز على شبر من هذا الوطن. من جانب آخر عبر عدد من أصحاب الفضيلة والقادة العسكريين وجمع من المواطنين والمسئولين والذين حضروا للعزاء من أبناء المنطقة عن عظيم حزنهم في فقد هذا الركن الهام مستشهدين بعدد من المواقف الإنسانية والقيادية مع سمو الأمير سلطان وكذا أعماله الخيرية في الداخل والخارج والتي يشهد لها الجميع ، سائلين الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع وأن يسكنه فسيح جناته . حضر الاستقبال وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني ووكيل الإمارة المساعد الدكتور محمد بن عيسى ومدير عام مكتب سمو أمير منطقة عسير الدكتور ذعار بن نايف بن محيا وعدد من المسؤولين.