أوضح المشرف العام على الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة أ. مشاري بن حمد الدخيّل أن الوزارة ممثلة في الإدارة العامة للتغذية تشارك احتفالات منظمة الصحة العالمية في 7/ ابريل من كل عام في يوم الصحة العالمي، والذي يوافق تأسيس المنظمة عام 1948م.. حيث تشارك الإدارة هذا العام تحت شعار ( حافظوا على سلامة الغذاء " من المزرعة إلى المائدة " ) بعدة فعاليات توعوية غذائية صحية تنظمها بعدة مواقع تستهدف تعزيز ونشر ثقافة سلامة الغذاء لدى فئات المجتمع بكافة أعمارهم مواطنين ومقيمين لتوعيتهم بأسس الغذاء الصحي المتوازن وكيفية المحافظة على سلامة الغذاء بكافة مراحله من المزرعة مروراً بمراحل الشراء والتخزين والنقل والتداول ونظافته، والتجهيز حتى التناول، وطرق مأمونيته. وبيّن الدخيّل أن هذا اليوم وهذا الشعار يمثل محطة هامة نقف عندها ونستفيد منها في تسليط الضوء على السلوكيات التغذوية والاستهلاكية والعادات غير الصحية المنتشرة في المجتمع والدعوة لتأمل أسباب مشكلات التغذية على المستوى المحلي والدعوة لضرورة تعزيز ثقافة سلامة وضمان مأمونية الغذاء.. حيث اختارت منظمة الصحة العالمية هذا العام موضوع (سلامة الأغذية) والتنمية الزراعية والاقتصادية المستدامة موضوعاٌ رئيسياً للاحتفال بيوم الصحة العالمي لعام 2015م حيث يرتبط الغذاء غير المأمون وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية تهديدات بوفاة ما يقدر بمليونين شخص سنوياً بينهم عدد كبير من الأطفال. مشيراً إلى أن النقلة النوعية التي تشهدها المملكة وارتفاع مستوى معيشة الفرد أدى إلى تغيير كبير في الحياة الاجتماعية والسلوك الغذائي وما تضمنه من تغيير العادات والأنماط الاستهلاكية والتبدلات النوعية في الحصول على مصادر الغذاء وأساليب إعداده وتقديمه لأفراد الأسرة والتوجّه أكثر نحو الأغذية المصنعة والأغذية الجاهزة والوجبات السريعة بدلاً من تناول الأغذية الصحية والطازجة.. وكل ما تطور تصنيع المواد الغذائية كلما بعد الفرد عن منشأ الغذاء الصحي ومواده الغذائية الطبيعية وكلما قلت فوائده المرجوة، وفي مثل هذه الظروف يفتقر الفرد للمعلومات عن أنواع السلع والمواد الغذائية ومصدرها وفوائدها وتركيبها وجودتها وتداولها واستهلاكها مما يحتاج لتكثيف الجهود لتعزيز وعي وثقافة المستهلك للغذاء الصحي. وبيّن أن الدراسات تشير إلى ارتفاع نسبة الأمراض المرتبطة بالنمط والسلوك الغذائي الخاطئ منها على سبيل المثال 26.2,% من المجتمع مصاب بالسكر وبالكوليسترول 20% والسمنة لدى الأطفال من الجنسين في المجتمع وصلت إلى 18% ولدى البالغين 35,5% وبالنظر إلي مسببات التعرض لمعظم هذه الأمراض نجدها متعددة ومتشعبة ومنها تغيير أسلوب المعيشة في ظل تطور تقني يعزز قله الحركة وعدم ممارسه الرياضة.. وتعكس تلك المؤشرات أخطاراً صحية ونفسية واقتصادية تؤثر على الدور المنوط بنا جميعاً، وتلك المؤشرات إذ لم يصاحبها تخطيط سليم ورؤية واضحة لتعزيز الوعي التغذوي لسلامة الغذاء للغذاء المتناول فإنه يعرض الأفراد إلى مزيد من الأمراض والمضاعفات الناتجة عنها كالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والفشل الكلوي وما قد يحدث من وفيات بسببها لا قدر الله.. وعليه يصبح الاهتمام بجانب تعزيز الوعي الغذائي لدى أفراد المجتمع مطلباً ملحاً في ظل التغيرات المتسارعة في التقنيات الحديثة الداخلة في صناعة وتعبئة وإعداد الكثير من أنواع الأغذية وظهور الهواجس والشكوك المتعلقة بسلامة ومأمونية الغذاء المستخدم للاستهلاك الآدمي. وأضاف الدخيّل أننا نعمل جاهدين لتحقيق أهدافنا في الإدارة العامة للتغذية بوزارة الصحة والتي منها اكتمال تطبيق وتفعيل سياسة صحية وطنية وهي مرهونة بإيجاد وتخطيط وتنفيذ برامج تثقيفية كجزء من النظام الصحي المتكامل تركز على أهمية بناء أنماط وسلوكيات معيشية تغذوية صحية.. وجعل إتباعها جزء طبيعياً من أداء كل فرد وهناك العديد من الأنشطة التوعوية والإرشادية المتنوعة التي ساهمت في تعزيز ونشر ثقافة سلامة الغذاء بين فئات المجتمع وحققت نجاحاً في الأعوام السابقة في تعديل السلوكيات الغذائية الخاطئة ضمن خططتها وبرامجها التثقيفية الغذائية لفئات المجتمع .. من أبرزها تنظيم احتفالات ومشاركات خاصة بالأيام والمناسبات الصحية العالمية والمحلية وتنظيم معارض ومحاضرات وورش عمل والمسابقات وتوزيع الوسائل التوعوية منها المطبوعات والهدايا التوعوية في المستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات الثقافية والاجتماعية وغيرها والتي تصب جميعها في تعزيز الوعي الغذائي لدى أفراد المجتمع وتحسين العادات الغذائية والاستهلاكية وتسليط الضوء على السلوكيات والعادات الخاطئة المنتشرة في المجتمع والمسببة لكثير من المشكلات التغذية التي لها تأثير مباشر على صحة الإنسان وسلامته وسلامة غذائه .. كما تبرز أهمية الشراكة والتعاون المثمر بين كافة القطاعات ذات العلاقة والجهات الرقابية وأصحاب المطاعم والقائمين على إدارة المنشئات الغذائية ومتداولي الأغذية. داعياً إلى تزايد دور وسائل الإعلام في تعزيز الوعس الغذائي لما للإعلام من تأثيره الحيوي الهام في حياة الأفراد من خلال تنمية الوعي لديهم وزيادة معلوماتهم سواء كان هذا التأثير سلباً أو إيجابا وهذا يعني أن نتوقع منهم دوراً ملموساً في مجال نشر التثقيف الغذائي وإرساء دعائمه.