شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أهمية قيام حوار من أجل وضع حد للمجازر المستمرة في سوريا. وفي ختام زيارته إلى طهران أمس الثلاثاء اتفق مع نظيره الإيراني حسن روحاني على الحاجة إلى حوار لإيجاد حل لأزمات المنطقة. وفي مؤتمر صحفي عقده الرئيسان في ختام مباحثاتهما -تركزت على التطورات الإقليمية والعلاقات الثنائية- قال أردوغان إن بلاده معنية بالمسلمين بغض النظر عن التقسيمات الطائفية، ودعا إلى وضع حد لسفك الدماء في المنطقة. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على الخطوات السياسية التي ينبغي القيام بها في مختلف الملفات الإقليمية، ومن بينها مكافحة الإرهاب. وأضاف أردوغان في لقاء مع نظيره الإيراني أن على دول المنطقة التعاونَ والتنسيق بينها لحل الأزمات وعدمَ انتظار الغرب للتدخل في المنطقة بذريعة حل هذه المشاكل. من جهته أكد روحاني أنه اتفق مع نظيره التركي على ضرورة إنهاء الحرب وسفك الدماء في اليمن في أسرع وقت ممكن. كما تحدث روحاني عن ضرورة تعزيز التعاون بين البلدان الإسلامية، موضحا أنه تباحث مع نظيره التركي بشأن ما تعانيه دول اليمن وفلسطين وسوريا من مشاكل. كما تناولت المباحثات العلاقات الثنائية خصوصا الاقتصادية، إذ يسعى البلدان لزيادة حجم التبادل التجاري بينهما إلى ثلاثين مليار دولار. ووقع الرئيسان ثماني اتفاقات، وشددا على الحاجة إلى زيادة التعاون الاقتصادي، وأكد أردوغان أن تركيا ستشتري المزيد من الغاز الطبيعي من إيران إذا كانت الظروف مهيأة لذلك، وأعرب عن أمله بتعزيز التبادل التجاري بين البلدين. والتقى أردوغان في وقت لاحق المرشد الإيراني علي خامنئي قبل أن يغادر طهران عائدا إلى بلاده. وقد قال خامنئي إن حل الأزمة في اليمن يبدأ بوقف فوري لكل أشكال الضربات الجوية والتدخلات الخارجية في هذا البلد. ونفى خامنئي أي وجود عسكري لقوات بلاده في العراق، معتبرا وقوف إيران مع العراق نابعا من عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين شعبي البلدين. وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه علاقات البلدين توترا بسبب الخلافات بخصوص سوريا والتطورات في اليمن حيث تدور خلافات بين أنقرةوطهران بشأن الصراع في البلدين. وكان أردوغان اتهم إيران بمحاولة الهيمنة على المنطقة، مما حدا ببعض المشرعين الإيرانيين للمطالبة بإلغاء الزيارة، واتهمه أحد السياسيين بأنه يريد إعادة بناء الإمبراطورية العثمانية.