تحاول السلطات التايلاندية الحد من موجة الهلع التي اجتاحت بانكوك التي تضم 12 مليون نسمة، حيث يخشى أن تشكل الأمطار الغزيرة سيولاً هائلة. وبين الإعلانات التحذيرية والتصريحات المطمئنة، التي انتشرت أمس، يشعر سكان وسط المدينة بالخوف من حجم الخطر الذي يحدق بهم. وتشهد أكياس الرمل التي كدست أسفل بعض المباني واحتياطي مياه الشرب ووجبات الطعام الجاهزة التي تتناقص في المحلات التجارية، على القلق الذي يشعر به هؤلاء السكان. وحاولت رئيسة الوزراء التايلاندية ينغلوك شيناواترا صباح أمس تصحيح خطأ كبير في تصريحات صدرت عن حكومتها أول من أمس. فقد أكد وزير العلوم بلودبراسوب سوراسوادي أول من أمس أن متراً من المياه يمكن أن يغمر عدداً من أحياء العاصمة بعد تضرر سد، لكن السلطات تراجعت عن هذه التصريحات بعد ساعة من ذلك. وقالت رئيسة الوزراء إن «مستوى المياه مستقر ولا يرتفع، أريد ألا يشعر الناس بالذعر»، مضيفة أن وزير العلوم «كان يريد اطلاع الناس على الوضع حتى لا يقلقوا وتحدث عما يمكن أن يحدث لكن لم يحدث أي شيء». من جهته، أكد وزير العلوم «لم أكن أريد إخافة أحد ما قلته ليس إلا الحقيقة». لكن بالنسبة للسكان، الخطأ حصل وخصوصا في سايماي شمال المدينة حيث انهالت الاتصالات الهاتفية على الشرطة، كما قال قائد شرطة المنطقة نونغبانغا بونباكسا، مضيفاً لوكالة (فرانس برس) «حدثت اختناقات سير هائلة لأن الناس يحاولون نقل سياراتهم إلى المرتفعات لكن الوضع عاد إلى طبيعته بعد ذلك». وتضرب فيضانات لا سابق لها نجمت عن امطار موسمية غزيرة منذ نهاية يوليو ثلث أقاليم البلاد حاليا. وقد أسفرت عن مقتل 289 شخصاً على الأقل وفقدان أربعة آخرين بينما تضرر ملايين السكان ودمرت محاصيل زراعية وأغلقت مئات المصانع. وفي الأقاليم الواقعة شمال بانكوك وشرقها، حلت الزوارق محل السيارات بينما لجأ حوالي 110 آلاف شخص إلى مراكز إيواء اللاجئين. وأثارت تصريحات وزير العلوم الخميس حالة من الهلع بدت واضحة عبر موقع المدونات الصغيرة تويتر وأجبرت مركز الإنقاذ من السيول على تقديم اعتذارات على صفحته على موقع فيسبوك. وبعد 12 ساعة انتقدت شبكات التواصل الاجتماعي بعنف السلطات وشكت خصوصاً من «عدم كفاءتها». وقالت رئيسة الوزراء إن «هذا الحادث لم يؤثر على مصداقية مركز الإنقاذ لأنه لم يحدث أكثر من مرة» ووعدت بتوضيح إجراءات الإنذار. من جهته، قال نائب حاكم بانكوك بورتثيب تيشابايبول إن «المشكلة ليست المياه بل الناس»، مشيرا إلى أن «هناك من يشعرون بالهلع والذين يشعرون بخيبة الأمل بعدما اجتاحت المياه بيوتهم»، مضيفاً «أريد أن اطمئن بانكوك بأن مستوى الإنذار متوسط ونحن نسيطر على الوضع». وإلى الشمال، غمرت المياه العاصمة الملكية السابقة ايوثايا التي أدرجتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة العلوم (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي. كما غمرت المياه مناطق صناعية عديدة تتمركز فيها مجموعات أجنبية. وأعلنت تويوتا أنها اضطرت إلى تعليق الإنتاج في ثلاثة من مصانعها في تايلاند بسبب انقطاع التموين. أما اليابانية كانون فستنقل اثنين من مصانعها المنتجة مما يثير مخاوف من نفقات كبيرة يتحملها الاقتصاد الوطني. وأدت الفيضانات كذلك إلى مقتل 25 شخصاً في كمبوديا المجاورة، وأكثر من 40 في فيتنام حيث غالبية الضحايا من الأطفال.