- تفشي المرض في أي مكان يكون سببه مصدره وطريقة انتقاله؛ ولكن في بعض الحالات يكون اكتشافهما أمر صعب للغاية.. وهذا ما يحدث بالفعل مع حالات الإصابة بفيروس كورونا، مع ارتفاع عدد الإصابات به خلال الفترة الحالية، وهو ما يطرح المزيد من الأسئلة في هذا الصدد حول مصدر الفيروس وكيفية انتشاره. وأوردت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها مقالًا مطولًا يتناول أزمة الفيروس في المملكة لمحاولة كشف منبعه ولماذا تتفشَّى الإصابة به في المملكة؟ وأشارت الصحيفة إلى أن المملكة ربما تصبح تهديدا لدول العالم بسبب الفيروس الذي من الممكن انتقاله للبلدان الأخرى عبر الوافدين. ولفتت إلى أنه في البداية كانت هناك شكوك متزايدة حول مصدر الفيروس الذي ظهر لأول مرة في العام 2012، وأن تكون الجمال هي الحاملة له. وبحسب الصحيفة، فإن فترة الربيع الماضي شهدت ارتفاع الإصابات بدرجة كبيرة وتزامن ذلك مع فترة فطام الإبل، فضلا عن وجود ثغرات مقلقة في التقارير التي تم رصدها في الحالات التي أصيبت مؤخرا . وتابعت أن هذا الشهر على سبيل المثال سجلت المملكة 57 حالة إصابة جديدة و21 حالة وفاة الكثير منها لم يتعرض للإبل من قريب أو بعيد، كما سجلت العاصمة الرياض العديد من الإصابات الجديدة. وذكرت الصحيفة أنه منذ ظهور المرض في العام 2012، سجلت حتى الآن 1042 حالة إصابة، و419 وفاة، ولا يوجد لقاح ناجع يقضي على الفيروس حتى الآن ولا يوجد ما يدعم أن الفيروس انتقل من إنسان لإنسان، رغم انتشار الفيروس عبر أشخاص كان لديهم اتصال وثيق بالمستشفيات . وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية ومع بطء استجابتها للتعامل مع فيروس إيبولا الفتاك، أرسلت فريقا من الخبراء إلى المملكة لعمل تقرير عن الأزمة وأسباب انتشار الفيروس .. وجاء التقرير الذي تم إعداده مقلقًا للغاية، حيث أكد التقرير أنه رغم تحسن وسائل جمع المعلومات والبيانات ومراقبة الفيروس في الأشهر الأخيرة، إلا أنه ثمة عقبات لابد من التغلب عليها وثغرات لابد من معرفتها لمكافحة الفيروس. ونقلت الصحيفة عن المنظمة العالمية، قولها: إنه من ضمن هذه العقبات على سبيل المثال معرفة لماذا وكيف تحدث العدوي؛ لأن هذا أمر بالغ الأهمية لوقف انتشار الإصابة بالمرض؟ وقالت المنظمة: إن ثلث الحالات الأخيرة المصابة بالمرض ربما يكون السبب وراء الإصابة هو المستشفى، ولكن لا يمكن حتى الآن التأكد من كيف ولماذا تنتشر الإصابات في بعض المستشفيات ولا تنتشر في مستشفيات غيرها. وقال كيجي فوكودا مساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية، إنه عندما يصاب العاملون في مجال الرعايا الصحية، فإنه يمكن أن ينتشر الفيروس لجميع المرضي في المبني ذاته، لافتا إلى أن هذا يعد بمثابة خرق لابد من معالجته. وذكرت الصحيفة أن المملكة أغلقت مستشفى خاص في الرياض الفترة الأخيرة للإهمال دون إبداء أي أسباب أخرى، مشيرة إلى تقرير الخبراء الذي صدر في 23 فبراير لم يؤكد مصدر أو كيف ينتقل الفيروس؟! وأشار إلى كثرة الإصابات بالفيروس في المملكة أصبحت تشكل خطرا ومصدر قلق للعالم كله، حيث إن السفر الجوي يسهل عملية انتقال الفيروس للعالم وخير مثال على ذلك أول حالة إصابة بالفيروس في الفلبين كانت لمواطن قادم من السعودية في العام الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن تفشي كورونا في منطقة من العالم أمر جيد لأخذ الدروس حتى لا يتفشى إيبولا الفتاك قبل فوات الأوان.