أعلنت السلطات المصرية عن اعتزامها تسيير جسر جوي بين القاهرة وعدد من المطارات التونسية، لإعادة آلاف المصريين المتواجدين في ليبيا، والذين يواجهون تهديدات بالقتل والاختطاف، بعد قيام الجيش المصري بشن غارات على مواقع تابعة لتنظيم "داعش" داخل الأراضي الليبية. وأكد رئيس شركة مصر للطيران، سامح الحفني، أن الشركة أنهت استعداداتها لبدء تشغيل الجسر الجوي إلى المطارات التونسية، بعد توقف الرحلات إلى المطارات الليبية، بسبب الأوضاع الأمنية المتردية، لافتاً إلى أنه سيتم توفير أكبر قدر من الطائرات، وخاصة ذات الطرازات العريضة، التي تستوعب أعداداً كبيرة من الركاب. وقال الحفني، في تصريحات أوردها موقع "أخبار مصر"، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط، إنه تم التنسيق مع الطاقم القنصلي، المكلف بالتوجه إلى الحدود التونسية، لاستقبال المصريين الراغبين في العودة، لمتابعة توافد المصريين على منفذ "رأس جدير"، ومعرفة أعدادهم أولاً بأول، لاتخاذ قرار بداية الرحلات. وكانت شركة مصر للطيران قد قامت بتسيير جسر جوي مماثل، خلال شهري أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول من العام الماضي، تم من خلاله تسيير أكثر من 60 رحلة جوية إلى المطارات التونسية، لنقل ما يزيد على 16 ألف مصري من العاملين في ليبيا، والذين تمكنوا من عبور الحدود إلى الجانب التونسي. وفيما لم يمكن للسلطات المصرية تقدير عدد العاملين في ليبيا، فقد ذكرت تقارير إعلامية، لم يمكن لCNN بالعربية التأكد من مصداقيتها، أن عددهم ربما يصل إلى مليون مصري، وحذرت من أنهم يواجهون "مصيراً مجهولاً"، على خلفية الضربات التي شنتها طائرات مصرية ضد مواقع "داعش" شرقي ليبيا. من جانبها، قالت وزيرة القوي العاملة والهجرة، ناهد العشري، إن الوزارة تدرس حالياً فتح مكتب مؤقت في مدينة "طبرق" الليبية، لاستيعاب وتوجيه العمالة الراغبة في العودة إلى مصر، وتوجيههم إلى أماكن "التجمعات الآمنة"، تمهيداً لعودتهم إلى الأراضي المصرية. ولفتت العشري، وفق ما أورد موقع التلفزيون الرسمي، إلى أن غرفة العمليات بالوزارة تقوم بحصر أعداد العائدين من ليبيا أولاً بأول، كما تجري اتصالات مع عدد من أصحاب الأعمال، بهدف استيعاب هذه العمالة العائدة وتوفير فرص عمل لها في مختلف التخصصات. وفيما يتعلق بمصير 21 صياداً مصرياً كانوا محتجزين في ليبيا، فقد نقل موقع "أخبار مصر" عن نقيب الصيادين في محافظة "كفر الشيخ"، أحمد عبده نصار، قوله إنه تلقى معلومات خلال الساعات القليلة الماضية، تفيد بأن الصيادين متواجدين حالياً في "مكان آمن" بمدينة "مصراتة، لدى خفر السواحل الليبية. وكانت روايات متضاربة قد ترددت حول ظروف احتجاز هؤلاء الصيادين في ليبيا، حيث أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، في تصريحات سابقة لCNN بالعربية، أن احتجازهم يرجع لعدم حملهم اوراق تثبت دخولهم للأراضي الليبية بطريقه شرعية. إلا أن نقيب الصيادين قال إنهم تعرضوا للاختطاف على يد جماعة "فجر ليبيا"، مؤكداً أنهم دخلوا ليبيا بأوراق رسمية، كما نظم ذووهم عدة وقفات احتجاجية لمطالبة الحكومة بسرعة التدخل لإطلاق سراحهم، وأعربوا عن مخاوفهم من إعدامهم، بعد قيام مسلحي داعش بذبح 21 قبطياً مصرياً.