توفي أمس جنين في رحم والدته، في مستشفى المجاردة، بعد تركه 7 ساعات دون تدخل يكفل خروجه وأمه سليمين. ويروي والد الجنين وزوج المرأة طارق العمري، الذي يعتصره ألم فراق جنينه والبكاء على شريكة حياته التي ترقد في العناية المركزة بعد انفجار رحمها، قائلاً: "منذ يوم السبت، حينما شعرت زوجتي بآلام المخاض، اتجهت بها لمستشفى المجاردة العام، ودخلت عند السابعة صباحاً، وأخبرتهم أنها لا تستطيع الولادة إلا بواسطة عملية قيصرية حسب التقارير الطبية"، وتابع بقوله إنهم طلبوا مني التوقيع على إجراء المستشفى للعملية فوقعت على ذلك عند الساعة التاسعة من صباح نفس اليوم، لتبدأ رحلتها مع الألم والمعاناة. وكشف العمري أنه تم إدخالها التنويم دون رعاية أو عناية، ولم يتم إجراء العملية الجراحية، التي كانت بمثابة رصاصة الرحمة المنقذة للجنين والأم من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثالثة عصراً وآلام المخاض تعتصرها حتى انفجر الرحم؛ ما سبب اختناق الجنين في أحشاء الأم المسكينة، وفارق الحياة ودخلت الأم في غيبوبة تامة. بعدها قام المستشفى بإجراء العملية القيصرية، واستخرجوا الجنين المتوفي، وأشار أنهم أجروا عملية ترتيق للرحم واستئصال أحد المبايض، في مشهد يترجم رخص النفس البشرية ومنهية آمال الحمل ورؤية شقيق لطفلته الوحيدة. واختتم العمري حديثة بضرورة محاسبة المقصرين في ذلك المرفق، والذي لا يمكن أن يطلق عليه مستشفى بأي حال من الأحوال، بحسب وصفه. وأوضح الناطق الإعلامي ل"صحة عسير" سعيد النقير، أن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة عسير الدكتور إبراهيم الحفظي، وجّه اليوم الأحد استشاري عناية مركزة من مستشفى عسير المركزي للشخوص إلى مستشفى المجاردة، حيث تم بالفعل وصوله وقام بمعاينة حالة آﻻم والحمد لله وضعها مستقر كما وجه بتجهيز سرير للمريضة في مستشفى عسير في حالة حاجتها للنقل. وأشار النقير إلى أن الدكتور الحفظي وجه أيضا بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في هذه القضية، ومنع سفر جميع من تعامل مع الحالة والتحفظ على ملف المريضة ودراسة ومراجعة جميع الإجراءات الطبية التي تم اتخاذها بحقها، وفي حالة ثبوت أي إهمال أو تقصير سيتم اتخاذ الإجراءات النظامية وإحالة القضية إلى الهيئة الطبية الشرعية للبت فيها. واختتم النقير تصريحه بأن الحالة سجلت في موقع الوزارة كحدث جسيم؛ ما يعني أنه سيكون هناك إجراءات خاصة للتحقيق من قبل الوزارة أيضاً.