أشاد الملتقى الاسكندنافي الأول للتواصل الحضاري والذي أقيم في مدينة أوربرو بالسويد في بيانه الختامي بمبادرة خادم الحرمين الشريفين في تأسيس مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، منوهاً بريادة المملكة في الدعوة إلى الوسطية والاعتدال والحوار. وكان الملتقى الذي أقامه وقف الرسالة الاسكندنافي وحضره السيد يان هيننغسون ممثلاً لوزارة الخارجية السويدية، والسيد لينارت بوندسون ممثلاً للحكومة المحلية بمقاطعة أوربرو، والأستاذ حسن آل مرشد ممثلاً لسفارة خادم الحرمين الشريفين في استوكهولم، وجمع من رؤساء المراكز والجمعيات الإسلامية وقيادات العمل الإسلامي من داخل اسكندنافيا وخارجها، قد ناقش واقع التواصل الحضاري في اسكندنافيا والتحديات التي تواجهه، ودور الاسكندنافيين المسلمين في التواصل الحضاري، ودور الإعلام والتعليم، والتأليف والترجمة في ذلك. وألقى أمين عام وقف الرسالة الاسكندنافي الشيخ عبدالرحمن بن محمد العقيل كلمة في جلسة افتتاح الملتقى أكد فيها على أهمية التواصل والحوار بين الأديان والثقافات في تعزيز القيم المشتركة والتسامح واحترام الرموز الدينية وتقوية الوحدة الوطينة بين أفراد المجتمعات ومكوناتها وأشاد بجهود المملكة في الدعوة إلى الوسطية والاعتدال ونبذ التشدد. وألقت محاور الملتقى الضوء على واقع التواصل الحضاري في اسكندنافيا وأثر المسلمين من الدول الاسكندنافية في الحوار والتواصل ومساهمة الإعلام والتأليف والترجمة في التواصل الحضاري. وتضمن البيان الختامي الذي صدر عن الملتقى تسع توصيات، أكدت على أهمية الحوار واحترام الأديان، ودعت المؤسسات والهيئات الإسلامية والثقافية والإعلامية في الدول العربية والإسلامية والاسكندنافية إلى المساهمة في ذلك، كما عبّر البيان عن تقدير المشاركين في الملتقى لحكومة السويد على اعترافها بالدولة الفلسطينية وشكرهم لما تُبذل من جهود في العالم العربي والإسلامي في مجال حوار الأديان وعلى رأسها المملكة. الجدير بالذكر أن عدد المسلمين في السويد يقدر بستمئة وخمسون ألف نسمة، يتمركزون في العديد من المدن والمناطق، ويتبع لوقف الرسالة الاسكندنافي مدارس السلام التي ينتسب إليها أكثر من ثلاثمئة طالب، وتساهم الحكومة السويدية بنفقات التعليم وفق نظام المدارس الخاصة، وللوقف جهود كبيرة في أعمال الحوار، وطبع ونشر وترجمة الكتب الإسلامية إلى اللغات الاسكندنافية، ويؤدي رسالته في الدول الاسكندنافية في إطار رؤية حضارية تدعو إلى الحوار والتسامح والتعايش وعمل مؤسسي في مجال التعليم والتعريف بالحضارة والثقافة العربية والإسلامية.