بالله هل تعلم شيئاً عن الشفاعات في قضيتي؟ وهل ما نشرته يرمز على قطع الأمل والمساعي عند أهل الدم؟ أرجوك أخبرني، أنا ما قصدت قتله، وما علمت أني طعنته إلا في المستشفى". هذه كانت آخر رسالة للإعلام من الزميل الإعلامي حسين دغريري، قبل أن يقام عليه حد القصاص في منطقة جازان، صباح اليوم. وبحسب موقع سبق قال "الدغريري" في الرسالة الأخيرة: أشكر كل من تعاطف معي في مواقع التواصل الاجتماعي، وكل من تشفع عند أهل الدم، وكل من دعا لي -بعد أن علم ذلك عبر "سبق"- "ولم يذكر موعد قصاصه". واستمر الحديث هاتفيًا مع "دغريري" قرابة عشر دقائق، تحدث حول يوم الجريمة، وقال: السكين التي كانت بحوزتي لم أجدها منذ زمن طويل، وفي يوم الواقعة وضعت يدي تحت مقعدة السيارة دون جهد فوجدتها. وتابع: كأن القدر خطفني من بين أبنائي في جُل فرحتي بابني الذكر الأول بعد أربع بنات، أتمنى ألا يقتلوا ابنهم الثاني، فأنا والله ما نويت قتله، فحينما نزلت من السيارة كان هدفي إبعادهم عن شقيقي. وقال "الدغريري": أنا هنا لا أعلم ما يدور في الخارج ولا أعلم بلجان الصلح، ولا أعلم بأهل الخير الذين يتشفعون لي عند أهل الدم، . وكان المتحدث الرسمي لإمارة منطقة جازان ورئيس لجنة "تراحم" لرعاية السجناء علي بن موسى زعلة قد أوضح أن اللجنة الرئيسة لإصلاح ذات البين بالمنطقة بتوجيه من الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز قد بذلت مساعيها الحميدة في هذه القضية، حيث قام وفد من أعضائها برئاسة وكيل الإمارة الدكتور عبدالله بن محمد السويد بزيارة لمنزل أسرة القتيل بقرية حاكمة الدغارير التابعة لمحافظة صامطة، ومقابلة والده؛ بهدف تهدئة الخواطر وتقريب وجهات النظر، وإبلاغهم شفاعة أمير المنطقة. وأضاف: كما توافد على منزل الأسرة العديد من مشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية من الجنسين؛ لإقناعهم بالتنازل. وتابع: لكن هذه الجهود لم تنجح حتى تاريخه؛ لإصرار أولياء الدم على المطالبة بالقصاص، وهو حق طبيعي ومشروع لهم. وكانت وزارة الداخلية قد أكدت في بيان اليوم تنفيذ حُكم القتل قصاصاً في "دغريري" بمنطقة جازان، بعدما أقدم على قتل مواطن آخر؛ وذلك بطعنه بسكين، مما أدى لوفاته إثر خلاف حصل بينهما. وأضاف البيان: بفضل من الله تمكنت سلطات الأمن من القبض على الجاني المذكور، وأسفر التحقيق معه عن توجيه الاتهام إليه بارتكاب جريمته، وبإحالته إلى المحكمة العامة صدر بحقه صك شرعي يقضي بثبوت ما نُسِبَ إليه شرعاً، والحكم عليه بالقتل قصاصاً.