- من منا لا يعرف قرى العيص، تلك التابعة لمنطقة المدينةالمنورة، ضربتها الزلازل حينا من الدهر، فتحولت بوصلة الاهتمام الحكومي إليها، وما زالت تلك الزلازل تضرب منزل المسن سالم المري الجهني، كل يوم وليلة على مدار 24 ساعة، منذ ما يقارب الأربعين عاما أو يزيد، ولم تلتفت أي من الجهات المعنية إليه، وتحديدا الشؤون الاجتماعية. الجهني لديه 3 معاقين (ابنان وبنت)، وكلما صحوا من سكرات نومهم، يضربون برؤوسهم الجدران حتى تدمى رؤوسهم والجدران معها، تقدم المسن وزوجته العاجزان عن رعاية أبنائهما المعاقين، قبل سنتين وأكثر، إلى الشؤون الاجتماعية بطلب سيارة لهم لا غير، وإلى الآن هم في قوائم الانتظار المعتمدة على الأولوية، وهما في حيرة من أمرهما. وقال شقيق المعاقين سليمان الجهني حسبما أوردت صحيفة مكة : «والدي كبيران في السن، ووالدتي لا تستطيع المشي إلا باستعانتها بالعصا، وهما قلقان جدا على صحة أشقائي المعاقين، ومدى الرعاية الصحية التي سيلقونها مستقبلا». وفي ظل هذه المعاناة المتشعبة بعث شقيق المعاقين سليمان رسالة «واتس اب» تشرح معاناة والده مع أشقائه مدعمة بالصور راجيا فيها مساعدة أهل الخير أيا كانت، ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى ارتفع رصيد حساب والده من صفر إلى مليون ونصف المليون ريال تبرع بها فاعلو الخير من مختلف أنحاء المملكة في لفتة إنسانية جميلة تعكس روح التلاحم واهتمام أبناء الشعب ببعضهم بعضا. واستغرب سليمان الجهني شقيق المعاقين، ما قاله عن والده أشخاص في بعض وسائل التواصل الاجتماعي بأن رصيد والده كان يبلغ مليونا ونصف الميلون ريال قبل نشر وتداول الرسالة، قائلا: إن هذا المبلغ دخل حساب والدي بعد تداول الرسالة، مؤكدا عدم صحة هذه الأقوال وأنه على استعداد لطلب كشف حساب والده بالتواريخ الرسمية مشيرا إلى أن من لديه شك في ذلك فعليه التواصل مع مدير فرع البنك في العيص والتأكد من صحة ذلك من مدير فرع البنك بنفسه. وأضاف الجهني أن والده سبق وأن تقدم بطلب للشؤون الاجتماعية بطلب سيارة لنقل أشقائه قبل سنتين وإلى الآن ما زالوا في سلم الانتظار، ولم يتصل عليهم أحد من الجهات المعنية سوى مدير مكتب الضمان الاجتماعي في ينبع، الذي وقف على حالة أشقائه شخصيا في المنزل، ووعدهم بدراسة حالتهم لتقديم المساعدة المستحقة لهم. يذكر أن نائب محافظ العيص رفع خطابا رسميا إلى الجهات المعنية، يشرح فيه حالة كل من؛ شداد 38 عاما، وعلي 36 عاما، وهند 36 عاما، وتناول فيه حالتهم ملخصا إياها بأنها إعاقات جسدية، ولم يثبت لديهم أنهم يضربون رؤوسهم في الجدران، وأن كلا منهم حصل على إعانة من الشؤون الاجتماعية تبلغ 1666 ريالا، فيما يحصل والدهم على إعانة الضمان البالغة 2000 ريال شهريا، كما يستفيدون من المستودع الخيري سلالا غذائية شهرية، ومعونات نقدية.