عبر الشيخ أحمد بن ضبعان الداعية المعروف وعضو لجنة إصلاح ذات البين عن تفاؤله الكبير حيال ناتج الزيارة الأخير لوجهاء وأعيان مدينة ابها وضواحيها يتقدمهم الشيخ علي بن سعد بن مفرح شيخ شمل بني مغيد وبني نمار لأمارة المنطقة والتي تم خلالها مقبلة سعادة وكيل الأمارة / المهندس عبدالكريم الحنيني في شأن الهم الأبهاوي القديم المتجدد وهو رفض كافة الأهالي لأقامة مشروع التوسعة الخاص بالامارة في ساحة البحار أو جزء منه لما يمثله من رمز تاريخي بارز , وقال آل ضبعان في حديث خاص مع " أزد " لقد كان لاهتمام وحرص صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير الذي لمسناه ولانزال في تحقيق رغبات مواطنيه ومتابعة احتياجاتهم مما أنعكس على لقاؤنا بسعادة الوكيل مراراً وتكرارا وخرجنا من خلالها بنتائج إيجابية ستخرج بعون الله الى أرض الواقع قريبا كما وعدنا سعادته , حيث تفاعل مع فكرة عدم المساس بساحة البحار واللجوء الى البدائل التي من شأنها تحقيق فكرة التوسعة والحفاظ في ذات الحين على الساحة دون تغيير أو تشويه وهو مايحرص عليه سمو الأمير ولمسناه أيضا لدى الوكيل , وطمئن الشيخ بن ضبعان أهالي أبها بأن البحار في أيدٍ أمينة تتقدمهم يد الأمير فيصل بن خالد ومن بعده من المسئولين الذين يحرصون كل الحرص على عدم المساس بمامن شأنه إزعاج المواطن أو تشويه مكتسبات مدينته , الجدير بالذكر أن تحركات الأهالي في مدينة أبها قد بدأت منذ عامين تقريبا وواكبت فكرة البناء في ساحة البحار منذ انطلاقها في معرض امتعاضٍ كبير شهدته أوساط المدينة رفضا لهذه الخطوة التي من شأنها محو أهم الرموز الأبهاوية الثابتة وهو ساحة "البحار " التي يفخر الأهالي هنا بأنهم استقبلوا فيها كل ملوك المملكة العربية السعودية وآخرهم خادم الحرمين الشريفين وهي مجمع الاحتفالات الرسمية بضيوف عسير الكبار الى جانب كون هذه الساحة من المواقع التي ارتبطت بكل أفراح وانجازات عسير , هذا وعلى ذات الصعيد قال الاستاذ / مصطفى بن عبدالله بن عزيز أحد الأسماء الناشطة في هذا السياق أن هذه المراجعات لم تأتي الا من باب العشم في سمو أميرنا المحبوب والمسئولين من بعده لتقدير موقفنا نحن أهالي المدينة حينما ننظر الى رمزٍ من رموز منطقتنا يمثل الأبرز على الاطلاق وهو يتهاوى ويمحى بمجرد فكرة من أحد الدخلاء أو من لا يقدر تاريخ الشعوب والبشر , وحول سؤال ل " أزد " حيال مصداقية تصعيد الشكوى الى المقام السامي أو هيئة حقوق الانسان كما تم تداوله قال بن عزيز كلا لم تطرح هذه الفكرة الآن كون الأمر لايزال في أيدٍ حانية تقدر أهالي ابها البهية وضواحيها وقبائلها التي يشهد لها تاريخ كياننا السعودي العظيم بالولاء والانتماء و خدمة وطننا في كل المجالات . إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل هذا ويذكر بأن لقاءات أهالي أبها قد حظيت بوافرٍ من الصراحة والشفافية وصلت الى حد الكشف عن شعبية الوكيل في أوساط الناس بحسب ما لمسه أحد المتحدثين الصرحاء بين جموع المواطنين ونقله بكل صدقٍ الى مسامع وكيل أمارة عسير والذي قابلها بالابتسامة وشيئاً من الذهول . هذا وكان رئيس نادي أبها الأدبي السابق عضو مجلس منطقة عسير الأديب والكاتب محمد بن عبد الله بن حميد قد علق في تصريحٍ سابق له حول الموضوع أنه لا يذكر لساحة البحار تاريخ فهي قديمة جدا وكانت تفصل أحياء أبها المشهورة قديما ومتصلة بساحة سوق الثلاثاء القديم وبينها تل يسمى»رأس الملح» والذي يفصل الساحة عن السوق القديم. ويؤكد أن ساحة البحار كانت ولا تزال متنفساً لأهالي مدينة أبها وكان الأهالي يستخدمونها مصلى للعيدين ومجمعاً لهم في كل مناسباتهم الهامة. ويضيف ابن حميد عندما توفي الملك عبد العزيز «رحمه الله» اجتمع في ساحة البحار قبائل وأعيان المنطقة مبايعين الملك سعود وداعين للمك عبد العزيز بالرحمة والمغفرة، كما كان يقام فيها مهرجانات منذ عهد الملك عبد العزيز منها مهرجانا نصرة الجزائر وفلسطين.. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل وأشار ابن حميد إلى أن الأهالي خرجوا لساحة البحار يستقبلون الملك سعود عند زيارته للمنطقة عام1373، وفي عام 1340 اجتمع القبائل في ساحة البحار عند زيارة الملك فيصل لأبها ذلك العام، كما استقبلت ساحة البحار حفل تكريم الملك خالد عند زيارته للمنطقة ومعه زعماء دول الخليج وجرى خلال ذلك الاحتفال استعراض للقبائل استمر 4 ساعات. ويؤكد ابن حميد أنها شهدت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 1419 عندما كان وليا للعهد في حفل الأهالي الأشهر والذي وصف بالملحمة التي لا تنسى والذي شارك الملك عبد الله فيه الأهالي العرضة ومن حوله حشد كبير من الأهالي المسلحين في أجواء ماطرة. وأوضح ابن حميد أن ساحة البحار استخدمت كساحة رياضية وأعلن عليها إنشاء أول ناد في المنطقة عام 1368 وهو نادي عسير الرياضي واستمرت المباريات تلعب في ساحة البحار إلى الثمانينات ،مشيراً إلى أن الساحة شاملة لجميع مناسبات المنطقة وفي الجانب الآخر فهي الساحة المشهورة بإقامة وتنفيذ الأحكام الشرعية والحدود أما في يومنا الحاضر فأصبحت من المعالم الجميلة التي بقيت تحفظ تراثها وأصالتها وأفراحها وأحزانها.