اجتمع الرئيس الاميركي باراك اوباما ظهر الاربعاء مع رئيسي مجلس اوروبا والمفوضية الاوروبية في اطار قمة بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة لتأكيد التضامن الغربي في خضم الازمة الاوكرانية ومناقشة الملفات التجارية والتجسس الاميركي. وتستمر زيارة الرئيس الاميركي اقل من 24 ساعة الى بروكسل التي اتخذت فيها تدابير امنية مشددة، على ان يتابع جولته الاوروبية في ايطاليا حيث سيستقبله البابا فرنسيس. وبعد يومين على تعليق عضوية روسيا في مجموعة الثماني والتهديد بفرض عقوبات جديدة على موسكو، سيؤكد رئيسا مجلس اوروبا هيرمان فان رومبوي والمفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو عزمهما على الا يتركا مسألة الحاق القرم بروسيا تمر من دون فرض عقوبات. وخلال اجتماعها الاستثنائي في لاهاي، حذرت بلدان مجموعة السبع موسكو من انها مستعدة اذا ما حصل تصعيد لاتخاذ عقوبات اقتصادية في قطاعات الطاقة والمال ومبيعات الاسلحة والتجارة. ويقول البنك الدولي ان اجمالي الناتج المحلي لروسيا قد يتراجع 1,8 % في 2014 وان رؤوس الاموال الهاربة قد تصل الى 150 مليار دولار اذا ما تفاقمت الازمة في اوكرانيا. واعلن رئيس اركان القوات الروسية فاليري غيراسيموف ان الاعلام الروسية رفعت فوق كل الوحدات العسكرية في شبه الجزيرة صباح الاربعاء، تأكيدا لاستكمال سيطرة روسيا على القرم. وسيغتنم اوباما فرصة وجوده في بروكسل ليؤكد عزم الولاياتالمتحدة على المساهمة في امن اوروبا. وقال مسؤول كبير في البيت الابيض مساء الثلاثاء "في قلب اوروبا، ببروكسل، مركز المشروع الاوروبي" ومقر الحلف الاطلسي ايضا، سيتحدث عن "اهمية امن اوروبا". واضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الرئيس الاميركي سيشير الى "الخطر الذي واجهه الاوكرانيون بسبب تصرفات روسيا، وكذلك النظام الدولي الذي استثمرت فيه كثيرا كل من اوروبا والولاياتالمتحدة". وقال انه "سيشرح لماذا يكتسي التحالف بين اوروبا والولاياتالمتحدة هذا القدر من الاهمية لامن اوروبا" و"للديموقراطية والحفاظ على القانون الدولي في العالم" ايضا. كما ستكون اوكرانيا على جدول اعمال لقاء يعقد بعد ظهر الاربعاء بين اوباما والامين العام للحلف لاطلسي اندرس فوغ راسموسن، بعدما اعتبر الرئيس الاميركي الثلاثاء ان موقف روسيا برئاسة فلاديمير بوتين ليس "مؤشر قوة" بل "مؤشر ضعف". وفي وقت يتصدى الاميركيون والاوروبيون صفا واحدا لروسيا، من المتوقع ان يؤكدوا خلال القمة التزامهم بالمضي قدما في مفاوضاتهم بشأن اتفاق "الشراكة الاطلسية للتجارة والاستثمار" المعروف باتفاق التبادل الحر عبر الاطلسي. واختتمت الدورة الرابعة من المفاوضات قبل اسبوعين في بروكسل بدون تحقيق تقدم فعلي في العديد من الملفات الحساسة. وقال مندوب التجارة الاميركي مايكل فرومان في نهاية الاسبوع الماضي "من المهم ان يعيد الطرفان التاكيد على التزامهما بالتوصل الى اتفاق طموح" داعيا الاتحاد الاوروبي الى "عدم فقدان دفعه" في هذه السنة التي ستشهد تجديد مؤسساتها الرئيسية. لكن الثقة تراجعت بين الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة في الاشهر الاخيرة جراء المعلومات التي تم كشفها عن عمليات تنصت اميركية مكثفة على اوروبا وتعهد اوباما في مطلع السنة باصلاح نظام جمع البيانات الهاتفية من خلال الحد من صلاحيات وكالة الامن القومي النافذة والتوقف عن التجسس على قادة الدول الاجنبية. غير ان هذه الوعود قوبلت بتشكيك في اوروبا. وتوجه اوباما صباح الاربعاء الى فاريغيم في منطقة الفلاندر شمال بلجيكا وحضر احتفالا في حضور ملك بلجيكا فيليب ورئيس الوزراء ايليو دي روبو، في المقبرة العسكرية الاميركية الوحيدة التي ترقى الى الحرب العالمية الاولى في بلجيكا، والتي يحتفل هذا العام بمئويتها الاولى.المصدر فرانس بريس