اعتبر الرئيس الأوكراني، فكيتور يانوكوفيتش، الأربعاء، أن بعض تيارات المعارضة تحاول "الاستيلاء على السلطة" خارج الأطر الدستورية، وذلك ردا على المواجهات الدامية بين المحتجين والقوات الحكومية. وبالتزامن مع الاشتباكات في وسط كييف التي حصدت عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، أكد يانوكوفيتش أن المعارضة "تخطت الحدود" في سعيها للوصول إلى السلطة من خلال الشارع، وأن المذنبين سوف يحاكمون. وقال في كلمة إلى الأمة إن "زعماء المعارضة تجاهلوا مبدأ الديمقراطية الذي يقوم على الوصول إلى السلطة من خلال انتخابات وليس في الشارع .. لقد تخطوا الحدود بدعوتهم الناس إلى حمل السلاح". وكانت قوات مكافحة الشغب الأوكرانية شنت طيلة ليل الثلاثاء الأربعاء هجمات عدة على الميدان، الساحة الرئيسية في كييف، حيث يعتصم المحتجون، ما أسفر عن مقتل 25 شخصا، بينهم 7 من رجال الشرطة أصيبوا بأعيرة نارية. كما هدد يانوكوفيتش بملاحقة زعماء المعارضة الذين اتهمهم بدعوة "المتطرفين في الميدان إلى الكفاح المسلح" حتى قبل أن تفتح دورة برلمانية الثلاثاء كان "يمكن أن يتم خلالها إقرار القوانين التي لكانت غيرت أوكرانيا". ولم تقتصر المواجهات على العاصمة، بل وصلت إلى غرب البلاد حيث هاجم متظاهرون عدة مبان حكومية من بينها مقر الشرطة والأجهزة الخاصة في مدينة لفيف واستولوا على أسلحة في وحدة عسكرية. وفي مؤشر على تصاعد حدة الأزمة، أقام المتظاهرون حاجزا أمام مقر الشرطة في لفيف واحتلوا المقر المحلي للأجهزة الخاصة "المخابرات"، قبل أن يعمدوا إلى مهاجمة مكتب الضرائب بدون مقاومة من القوات الحكومية. وفي منطقة تيرنوبيل، رشق المتظاهرون بالقنابل اليدوية مقر الشرطة الإقليمي الذي اندلعت فيه النيران، في حين هاجم 50 متظاهرا مقنعا مبنى الإدارة الاقليمية في إيفانو-فرنكيفسك قبل أن يحتلوه، وفقا للشرطة. وجاءت هذه المواجهات بعد فشل كافة المساعي الرامية لاحتواء الأزمة التي تشهدها البلاد منذ ديسمبر الماضي، وقد أعلن أخيرا زعيم المعارضة الأوكرانية فيتالي كليتشكو، انسحابه من المحادثات مع الرئيس دون التوصل إلى اتفاق حول إنهاء العنف. وتنذر أعمال العنف بتعميق الهوة بين السلطة وزعماء المعارضة الذين قادوا الاحتجاجات الشعبية المناهضة لقرار الرئيس يانكوفيتش بتأجيل خطط لإبرام اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي، واستبداله بالسعي لتوثيق العلاقات مع روسيا.