Enlarge font تعهدت الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة بسحق فصائل المعارضة السورية والتي سيطرت على قاعدتها الرئيسية في حلب، فيما اجل ائتلاف المعارضة قرار مشاركته في مؤتمر السلام جنيف2 الى 17 يناير الحالي. وتضررت الدولة الاسلامية في العراق والشام والمعروفة اختصارا ب»داعش» من الاقتتال الذي استمر خمسة ايام بين فصائل المعارضة المسلحة، حيث فقدت سيطرتها على مدينة حلب لصالح فصائل منافسة لها أمس طبقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان. وجاء التوعد الذي وجهته «داعش» في تسجيل صوتي للمتحدث باسمها أبو محمد العدناني تم بثه في وقت متأخر الثلاثاء، بعد ساعات من دعوة زعيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الى وقف الاقتتال. واندلعت المصادمات بين كثير من فصائل المعارضة السورية وبين «داعش»، في اعنف موجة اقتتال بين فصائل المعارضة منذ اندلاع الحرب في سوريا في النصف الاول من 2011. النصرة و «داعش» وعلى الرغم من ارتباط كل من جبهة النصرة وتنظيم «داعش» بتنظيم القاعدة وترحيبهما بانضمام مقاتلين أجانب إليهما، ركزت جبهة النصرة هدفها على الاطاحة بالاسد بدلا من اقامة دولة اسلامية، بينما الهدف الرئيسي ل»داعش» هو اقامة دولة اسلامية. كما تعاونت جبهة النصرة بصورة اكبر مع فصائل المعارضة الاخرى، وتفادت الى حد بعيد صراعات القوى التي تخوضها جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام منذ انتزعت من جماعات اخرى السيطرة على كثير من المناطق الواقعة في قبضة المعارضة. تطهير حلب وشنت جماعات لمقاتلي المعارضة الأسبوع الماضي سلسلة من الهجمات المنسقة على ما يبدو على «داعش» في شمال سوريا وشرقها، بعد تزايد حدة التوتر معها على مدى شهور. ولقي هذا تأييدا من الائتلاف الوطني وهو التيار الرئيسي للمعارضة الذي يحظى بدعم دولي. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: إن مقاتلين اسلاميين سيطروا أمس على القاعدة الرئيسية لتنظيم «داعش» في حلب، والتي كانت يوما اكبر المدن السورية والمنقسمة حاليا بين قوات الأسد وقوات المعارضة. واضاف المرصد: إن قاعدة تمركز «داعش» تقع في مستشفى للاطفال ولم يتضح ما حدث لمئات المقاتلين هناك. ودعا العدناني في التسجيل الصوتي مقاتلي التنظيم إلى قطع رأس أي من قادة الائتلاف الوطني أو الفصائل المرتبطة به. إفراج وعلى صعيد آخر، افرج عن صحافي ومصور سويديين كانا قد خطفا في سوريا في نوفمبر الماضي، بحسب ما افاد أمس السفير السويدي في سورياولبنان نيكلاس كيبون. وقال السفير: «تم الافراج عن الصحافيين»، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية. وكانت منسقة التواصل في اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت كلير كبلون قالت: «نقلنا الاربعاء صحافيا سويديا كان مفقودا في سوريا من عرسال الى مكتبنا في بيروت، حيث جرى تسليمه الى السفير السويدي». من جهة اخرى، افاد مصدر دبلوماسي في بيروت ان الصحافي السويدي الثاني الذي كان مفقودا، افرج عنه السبت ونقل كذلك الى لبنان. وكانت وزارة الخارجية السويدية اعلنت في 25 نوفمبر الماضي ان «رجلين سويديين يبلغان من العمر 45 عاما، خطفا بينما كانا في طريقهما للخروج من سوريا»، من دون ان تقدم تفاصيل اضافية. وافادت وسائل اعلام سويدية ان الرجلين هما المصور المستقل نيكلاس هامارستروم والصحافي المستقل ماغنوس فالكيهيد المقيم في باريس. أصدقاء سوريا سياسيا، يجتمع وزراء خارجية إحدى عشرة دولة في مجموعة «اصدقاء سوريا» الاحد في باريس مع الائتلاف السوري المعارض، قبل عشرة ايام من مؤتمر السلام المقرر عقده في 22 يناير في سويسرا، على ما افاد مصدر رسمي الاربعاء. وبحسب مصدر دبلوماسي، سيحضر الى هذا الاجتماع الذي سيعقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية كل وزراء الدول الاحدى عشرة تقريبا -الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، المانيا، ايطاليا، تركيا، السعودية، الامارات العربية المتحدة، قطر، مصر والاردن. وسيتمثل الائتلاف الوطني السوري المعارض برئيسه احمد الجربا بحسب المصدر ذاته. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في حديث نشرته صحيفة لوباريزيان أمس: «إن اردنا تلافي بشار الاسد من جهة والقاعدة من جهة اخرى، ومواجهة المتطرفين مع كل التبعات المريعة على المنطقة، يجب دعم المعارضة المعتدلة»، مؤكدا في الوقت نفسه اجتماع الاحد. واوضح الوزير الفرنسي انه سيترأس لقاء الدول الاحدى عشرة «التي تشكل قلب الدعم للمعارضة المعتدلة». قرار المشاركة وقد أرجأت المعارضة السورية في المنفى التي اجتمعت في اسطنبول يومي الاثنين والثلاثاء، الى 17 يناير قرارها بالمشاركة او لا في مؤتمر جنيف-2 بعد اكثر من ثمانٍ واربعين ساعة من النقاشات الحادة بين اعضائها، وقبل هذا الاجتماع اكد المجلس الوطني السوري الجمعة انه لن يشارك في المحادثات في مؤتمر سويسرا بدون ان يستبعد قرارا مماثلا من الائتلاف الوطني السوري. وقال فابيوس: «إن الهدف من مؤتمر جنيف-2 هو تحديد السعي الى تشكيل حكومة انتقالية باتفاق بين بعض عناصر النظام وهذه المعارضة المعتدلة، وهذا لن يكون بالتأكيد امرا سهلا».