تحدّث تحليل سياسي نشره موقع "بروجيكت سنديكات" البريطاني عن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وأمريكا في العام الجديد، وذلك بعد الظروف والمواقف السياسية المتغيرة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأشارت كاتبةُ التحليل مي يماني إلى أنه بات واضحاً في عام 2013 فإن سوريا تُشكِّل الآن محور اهتمام المملكة العربية السعودية الرئيسي في المنطقة، ولأساب تمس وجودها. ينظر السعوديون إلى الصراع بين الأسد والمعارضة باعتباره حرباً بالوكالة ضد خصمهم الرئيسي، إيران. وأضافت الكاتبة : بطبيعة الحال، تودُّ السعودية لو تستمر حليفتها الرئيسية الولاياتالمتحدة معهم في المواقف ضد النظام الإيراني الذي تدعمه روسيا, ولكنهم الآن لا يشعرون بأي قيدٍ قد يحملهم على انتظار موافقة الولاياتالمتحدة على تحركاتهم أو حتى الامتناع عن العمل ضد التفضيلات الأميركية. وتخشى المملكة العربية السعودية أن تتخلى عنها الولاياتالمتحدة، وهي تتصرف وفقاً لذلك. وأكّد التقرير أن السؤال الأساسي الآن بالنسبة للسعودية هو: هل تكون الولاياتالمتحدة غير مباليةٍ بأعمق مخاوفهم فحسب، أم أنَّ السياسة الأميركية في المنطقة قد تُؤدي في واقع الأمر إلى تفاقم هذه المخاوف؟ سوف تكون إيران بمثابة الاختبار للعلاقات السعودية الأميركية في عام 2014 وما بعده. إن إيران، منافسة الولاياتالمتحدة في المنطقة منذُ الثورة الإسلامية في عام 1979، قد تكون الآن في المراحل المبكرة من تطبيع العلاقات مع أميركا. وكما كان هنري كيسنجر يزعم غالباً، فإن الولاياتالمتحدةوإيران لديهما مصالح إستراتيجية منسجمة في الأساس؛ وما حدث من قطيعة بعد عام 1979 كان هو الوضع غير الطبيعي. والواقع أن إيران قبل الجمهورية الإسلامية كانت تشكل حجر الأساس لسياسة الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وحسب التحليل فإن القضية في نظر السعوديين ليست مجرد القدرة النووية الإيرانية المفترضة. فالتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني من شأنه أن يضفي الشرعية على نفوذ النظام الإقليمي على نحوٍ غير مسبوق منذ عقود من الزمان، وبالتالي يخدم أهداف الهيمنة الإيرانية. واختتمت الكاتبة تقريرها مؤكدةً انه لهذا السبب فإن السعوديين يفضلون الإبقاء على إيران مكبلةً بالعقوبات الدولية. صحيح أن إيران حتى في ظل العقوبات الاقتصادية كانت تتدخل بشكل متزايد العمق في السياسة العربية، ولكن الولاياتالمتحدة هي التي فتحت الباب بالإطاحة بنظام الأقلية السُنّية بزعامة صدّام حسين في العراق، وهو ما أدّى في نهاية المطاف إلى وصول حكومة شيعية مدعومة من إيران إلى السلطة.