في هذا الصباح الجميل يقول أحد أقربائي: "حصلت لدي مشكلة بسيطة كنت أحتاج فيها للدعم النفسي والمعنوي والمادي، بحثت في قائمة أسمائي المليئة بالتواصل العابر، ثم أخترت مجموعة أسماء وأرسلت لهم حاجتي لعل أحدهم يبادر بمساعدتي لحل المشكلة حتى ولو بالكلام والدعم المعنوي، لكن خاب ظني ورجعت بخفي حنين".. انتهت رسالته. في الزمن الجميل كان لديك صديق أو صديقين بألف من الأصدقاء، واليوم في عالم مواقع التواصل الاجتماعي كثر الأصدقاء والمتابعين، لكن ستجد المعنى الحقيقي للوحدة عندما تحشو هاتفك بالأرقام، ويتابعك الآلاف، ثم لا تجد من تحكي له أوجاعك أو تشكي له همومك!! غياب بعض الأصدقاء وقت الحاجة للمواساة والدعم والسؤال عن الحال شيء غريب وغير مقبول ومثير للتساؤل عن مصداقية تلك الصداقة والأخوة، فالصديق الوفي هو من يمشي تجاهك عندما يمشي الجميع بعيداً عنك، وهناك مثل يقول: الرفيق قبل الطريق، وزهرة واحدة تستطيع أن تكون حديقتي وصديق واحد مخلص يستطيع أن يكون عالمي. الصداقة أخذ وعطاء، وعلى مقدار ما نعطي نأخذ، ولا تستقيم الصداقة من غير تضحية، أي أنها تحتاج إلى فائض كبير من الصبر والكرم واللطف، ومن وجهة نظري أن الأصدقاء درجات، فالواحد منّا بحاجة إلى صديقين أو ثلاثة من الدرجة الأولى وعشرة من الدرجة الثانية وعشرين من الدرجة الثالثة، وعدد كبير من المعارف الذين نبادلهم التحية والدعاء والتواصل. ترويقة: الصداقة ليست تعارفاً بين شخصين وحفظاً للأرقام وتبادلاً للزيارات في وقت الرخاء، بل الصداقة أن تجد صديقك في السراء والضراء وفي الأفراح والأتراح، وكلما كنت في همٍ وغمٍ تجده أول السائلين عن أحوالك والمساعدين لك في مشكلاتك. ومضة: أختر أصدقائك بعناية فائقة، فقد حُكي في تاريخ الجمال من المواقف الرائعة بأنَّ أحدهم كان صاحبه يشرب، فارتوى هو حدّ الاكتفاء.