هذه مقالة كتبتها عن المهندس علا عبدالحميد قبل خمس سنوات مضت واليوم صفحتي في الفيس بوك تذكرني بهذا الرجل العظيم رحمه الله تعالى، فبعض الناس يرى أن السعادة والنجاح في العطاء والمبادره في خدمة الناس وتقديم كل ما يستطيع تقديمه لهم، من مال وجهد ووقت، فالعطاء هو القوة السحرية النابضة في شرايين الحياة.. والعطاء هو القيمة الحقيقة والجوهرية للشخص الذي يؤمن بأن التعاون المتبادل يساعد في زيادة المحبة والمودة بين الناس، وتثبيت أسس واواصر التكافل المجتمع فيما بينهم. بالأمس مات رجل العطاء الأول بمدينة جدة، مات أبو الفقراء والمساكين كما يسمونه، مات المهندس علاء عبدالمجيد رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، آمين.. مات علاء عبدالحميد وفقد المرضى الفقراء الأب الذي كان يحتضنهم ويعطف عليهم ويشعر بحالهم، مات علاء عبدالمجيد ومات الرجل الذي كان يتحدث بلسانهم ويعرف قضاياهم، مات علاء عبدالمجيد ومات الرجل الذي يسعى لتأمين نفقات علاجهم، مات محمد صلى الله عليه وسلم ولن يأتي نبي بعده، مات علاء عبدالمجيد ولن يأتي رجل مثله في البر والعطاء. علاء عبدالمجيد هو الرجل الذي تنازل عن كامل قضيته في المحاكم السعودية بعد اثني عشر عاماً بين قاضي وآخر مع الذي نصب عليه بأكثر من مائه مليون ريال ليتفرغ لعلاج المرضى الفقراء، فقد باع قصره بالحمراء واستأجر شقة بوسط جدة، وبدأ بإستقبال المرضى من شباك شقته قبل أن يُؤسس برنامج العلاج الخيري رسمياً.. وقد عرفته منذ أكثر من ثلاثة عشر سنة مُجاهداً باذلاً ماله ووقته وجل حياته للمرضى والمحتاجين والفقراء والمساكين، وكان يستقبل المرضى من الدول الفقيرة ويعالجهم، كان يتفقد الأرامل والأيتام بالأوقاف التي يشرف عليها بنفسه. ترويقة: أذكر له موقفاً لن أنساه ما حييت حينما تعاونت معه بمكتبه في عام 1425 هجري، فاتصل بي في عصر عيد الفطر المبارك وسألني أين أنت؟؟ فقلت له اليوم عيد الفطر المبارك، قال لي والمريض كيف هو عيده، تعال المكتب فالمرضى بإنتظارنا.. أن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإن لفراقك يامهندس علاء لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا كما علمنا صلى الله عليه وسلم "إن لله وإن إليه راجعون". ومضة: المجتمع القيمي يؤمن بأن العطاء يحث أفراد المجتمع على إظهار الاهتمام لما يحيط بهم، ومد يد العون للغير، والعمل على تحقيق احتياجاته.