قد يعمل الإنسان عملاً أجتهد فيه قدر استطاعته، ثم من غير حولٍ منه ولا قوة لم يوفق في هذا العمل، رغم ظنه أنه أحسن العمل كثيراً، لكن للأسف لم يوفق، وهذا هو حال الدنيا لا تصفوا من كدرٍ وتعبٍ.. وفجأة.!! وجد أن أحلامه تناثرت ومشاعره تبعثرت وأحاسيسه تتشتت واسودت الدنيا في عينيه وأتاه الهم من كل جانب والحزن من كل صوب، وظن بهذا العمل أن كل شيء قد انتهى وقد ألحق بنفسه خيبات من الألم لا تحصى وأهدر حياته وذهب مستقبلة لهثاً وراء الحلم المثالي الذي لم يحصل عليه، ثم لبس نظارة اليأس والتشاؤم، وتلك النظارة السوداء اللعينة، وأصبح لا يرَ إلا النصف الفاضي من الكأس الملآن. هذا الإنسان يحتاج لمن يقول له قف هنا، ولا ضير أن تحزن وتتألم كأنسان، وجميل أن تخرج وتعبر كل مافي نفسك من هموم وأحزان لمن تحب، لكن أحزن بصمت على ما فاتك من الماضي إن كان سيئاً وبدون شكوى وتذمر واشتكي الذي في السماء، فإن الحل بيده وحده لا غير.. والمشكلة التي حصلت لك هي عارض وستذهب لا محالة، وأنت لم تخسر كل شيء، فمازلت على قيد الحياة، والحياة مستمرة والأمل مازال موجود. فقط أنظر من حولك ستجد أن الدنيا حلوة خضرة وما دام هناك حياة فهناك أمل، والحياة جميلة إن أردتها أنت فقط أن تكون جميلة، ولا تنسى أن هناك مدبر ومقدر الأمور وهو العالم بمصلحتك، والخير ما اختاره الله لك، بعد مراجعة حساباتك في الماضي لتصحح مسار مستقبلك الحاضر.. والحياة تستمر ما دام أن قلبك ينبض وروحك في الجسد، وهناك أحلام جميلة وآمال رائعة تنتظرك، فأن أغلقت باباً في وجهك سيفتح الله لك أبواباً أخرى أجمل منها وأكثر حضاً.. وقل الحمد لله على كل حال واخلع نظارتك السوداء وانظر بإيجابية للحياة، وتفاؤل بأن ما ذهب ليس لك، ولا هو مقدر من رب العالمين بأنك ستأخذه، وثق تماماً أنه وهو الخير لك ولحياتك ومماتك. ترويقة: أترك نصف الكأس الفاضي وأنظر إلى الملآن، وأبدأ حياتك من جديد بميلاد إنسان جديد، وتذكر بأنك إنسان وكتب الله عليك النسيان. ومضة: خسارة تجربة غير ناجحة، لا تعني نهاية العالم، فكل تجربة فاشلة ستفيدك في مستقبلك وتتعلم منها أين يكمن الخطأ.