عندما اتفقت فرنسا مع استراليا. على بناء عدد اربعة عشر غواصة بمبلغ يقارب48 ملياراَ من الدولارات.حينها لم توافق فرنسااستراليا على طلبها صناعة صواريخ بالستية ذات رؤؤس نووية تحملها تلك الغواصات . وقد كان رفض هذاالشرط من فرنسا تماشيا مع متطلبات وكالة الطاقة الذرية. وتوجهات قانونها الدولي المزعوم و الذي ينص على عدم انتشار الاسلحة النووية رغم ان فرنسا تمتلك احدث التقنيات في صناعة السفن النوويه.وكان بامكانها ان توافق استراليا في مطالبها وتصنع لها غواصات نووية الاان بايدن وادارته المتقهقرة من الناحية السياسية .لم يحسنوا التعامل مع فرنسا وقد كان يتوجب على صانع القرار في الحلف الامريكي البريطاني الاسترالي من الناحية السياسة.والعسكرية ان يضم فرنسا للحلف. باعتبارها زعيمة اوربا الآن. بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوربي ..وطعنها في الظهر . بهذه الغوغائية يعتبر مؤشرا على ان بايدن . لايقرأ المتغيرات السياسية كما ينبغي فالآن فرنسا سوف تغير تحالفاتها .وقد تتجه للصين .باعتبار الهدف من التحالف الامريكي البريطاني الاسترالي هو الالتفاف على الصين في بحر الصين واقامة حلف ناتواسيوي من اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان وسنغافورة وماليزيا واندونيسا وكل الدول المطلة على بحر الصين .بحكم ان الصين ترغب في السيطرة على ارخبيلات اغلب هذه الدول والتي تم اكتشاف ثروات نفطية وطبيعية ومعدنية فيها وهذاالناتو الاسيوي تدعمه امريكاوبريطانيا و استراليا بغواصاتها التي اشترتها من امريكا .بعد ان همشت العقد القائم بينها وبين فرنسا .في الوقت الذي نشرت صحيفة(قيوبل تايمز الصينية)وهي الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم.. نشرت مامفاده انه في حال نفذت امريكا ومن معها تسليح حلف الناتو الاسيوي وتم حصول استراليا على الغواصات ذات الدفع النووي فان الصين ستعلن الحرب النووية. ولعل هذا التصرف الارعن صورة اخرى من صورانتكاسات التعامل بكل فوقية من قبل بايدن..وتحديه للمجتمع الدولي .وفي المقابل فانه ادخل دولة سلمية كاستراليا الى النادي النووي في الوقت الذي تحارب وكالة الطاقة الذرية انتشار الاسلحة النووية .وتدعي امريكا الفضيلة في هذاالمنوال في حين انها تُسخر كل الادوات لصالح الفوضى التي تريدها هي . والتي ليس اقلها ان ايران قد تلتقط هذه الاشارة على انها بمثابة الضؤ في نهاية النفق لاستكمال برنامجها النووي .وهنا تتضح الرؤيا بان المؤسسات الاممية ماهي الا مسرحية هزلية .تغيرفصولها امريكا كما تشاء وكيف تشاء .في خرق واضح لكل المسوغات والاعراف الدولية .رغم ان تجاوزات امريكا على هذه الموسسات الاممية ملموسة غير انه يتم التعاطي معها من خلف الستار .اماالآن فبايدن وضع هذه الممارسات تحت دائرة الضؤ .دون اي اعتبارات للبروتكولات الدبلوماسية الدولية قد يقول قائل ان فرنسا ستعيد ترتيب اوراقها وتغير تحالفاتها....وبالتاكيد هذا ما سيتم بالضبط واظن انه يجب علينا احتواءها والاستفادة منها كدولة صناعية عظمى وفي ذات السياق فان لها ثقلهاالسياسي.....بل وقد نذهب بعيدا في هذا الطرح ونقول لماذا لايشتري الرباعي العربي هذه الغواصات .حتى وان لم تزل قيد التصنيع؟؟؟ وللاجابة على هذاالسؤال.نقول اين سيذهب الفيتو الامريكي والبريطاني لكننا قد نستفيد من فرنسا في مشروع توطين الصناعة.والذي هو احد المحاور الرئيسية في رؤيا2030 وستكون فرنسا رقما صعباُ في معادلة الرؤيا اذامااستغلينا الموقف لصالحنا .وبالتاكيد فان قيادتنا الحكيمة لن تغفل مثل هذا التوجه انبثاق يقول مهندس السياسة الامريكية(هنري كيسنجر) ان كرهتك امريكا فالأمر خطير..وان حبتك فالامر مميت ...غير ان بايدن تنمر وتمادى في خلط موازين المصالح الدولية .ويبدو ان الجمهوريين له بالمرصاد..باعتباره هز المواثيق الدولية ونواميس العالم ومصالح امريكا. هذاالارتباك السياسي الامريكي من بايدن .قد يعرضه للسقوط فالعالم لايحتمل هذاالغباء المغلف بالفوقية والعدوانية ........بقلم يحيى عايض رديف