تقول الزوجة: مرت شهور على زواجي وبدأت أعباء البيت ومسؤولياته تأخذ حيزاً كبيراً من وقتي واهتمامي ولم أنتبه إلى أنني صرت أهمل في مظهري أمام زوجي، وقل اهتمامي بأن أبدو جميلة أمام زوجي، ولم أعد أجلس طويلاً أمام المرآة لاسرح شعري وأظهر محاسني والبس للإظهار مفاتني.. هل هو الاطمئنان إلى أن زوجي مازال يحبني؟ أم هي مشاغل البيت التي لم تعد تترك لي الوقت الكافي الذي أهتم فيه بنفسي؟!! إذاً لماذا انصرفت عن الإهتمام بزوجي؟ فلم أنتبه إلى إهمال مظهري إلا حين فاجأني زوجي بسؤاله: ألم تعاهديني على أن تكوني زوجة صالحة؟ قفزت إلى ذهني على الفور صلاتي؛ هل يتهمني بالتقصير فيها؟ بالرغم إني محافظة عليها وعلى أوقاتها. أم أنه يريد حجابي الذي أحافظ عليه كما يأمر الإسلام؟ وربما قصد طاعتي له، ومرت هذه التساؤلات والخواطر سريعاً وأنا أنظر إلى عيناي زوجي تفيضان تساؤلاً واستنكاراً.! قلت له: وهل وجدت ما ينقض صلاحي؟ ابتسم وقال: أجل، قلت له: هل رأيتني أضعت صلاة من الصلوات؟ قال: لا... قلت: أم تراني أخرتها عن وقتها؟ قال: ولا هذه، قلت: هل عصيتك في أمر؟ قال: الحمد لله أنتِ تطيعينني في كل أمر. قلت له: إذاً أنت تعني حجابي، لكني ملتزمة به كما أمرني ربي، قال: وأنا أشهد أنك ملتزمة بهذا، قلت بانفعال: ما الذي نال مني من كوني زوجة صالحة إذاً؟ قال: يبدو أنك لن تفهمي سؤالي، قلت مستسلمة: لم أفهم تساؤلك، فقل ما هو؟ قال: ألا تلاحظين أنك بدأت تهملين في زينتك لي؟ قلت صارخةً: وما دخل هذا بصلاحي؟ رد الزوج مبتسماً: نعم له دخل كبير في صلاحك، قلت وأنا مغضبة: أسأل من شئت من المشايخ والعلماء فلن يوافقك أحد على أن زينتي لك هو من صلاحي.! قال: لن أسأل أحداً، قلت بشيء من الإنتصار: لأنك تعرف أنه لن يوافقك أحد على ما تدعيه، قال: لن أسأل أحداً لأن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم قرر هذا، ولا أحتاج موافقة أحد منهم. قلت: لم أقرأ في حياتي حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه أن المرأة المتزينة لزوجها امرأة صالحة، قال: أمتأكدة أنتِ من كلامك؟ قلت: هات ما عندك إذا كان كلامك صحيحاً؟ قال: حسناً استمعي إلى هذا حيث الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : (ألا أخبركم بخير ما يكنز المرء؟: المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته، وإذا أمرها أطاعته).. قلت: النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل من تتزين لزوجها امرأة صالحة، قال: لقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث صفات للمرأة الصالحة، وأول صفة من هذه الصفات، وأول الخصال قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا نظر إليها سرته، أليس كذلك؟ قلت: بلى. قال: وكيف تدخل المرأة السرور إلى قلب زوجها إذا نظر إليها؟ أليس بمظهرها الحسن؟ حينها أدركت غاية زوجي، وعرفت أنه كان على حق، وفهمت لماذا قدم لي بهذا الحوار الذي أثارني به ليجعلني أصل معه إلى هذه الحقيقة.. قال: هذا يعني أن ظهور المرأة أمام زوجها بمظهر يسره جزء هام من صلاحها، قلت: أحسنت ولكن كيف عرفت أنه جزء هام؟ قلت: لأن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ به من الخصال الثلاث وجعله خصلة من خصال صلاح المرأة. قال: ولو أردنا أن نعطي بكل خصلة من الخصال الثلاث نصيباً واحداً لكان نصيب كل خصلة 33% تقريباً من صلاح المرأة، ثم قال: إن كثيراً من الزوجات يجهلن هذا الأمر ويجهلن أن اهتمامهن بمظهرهن أمام أزواجهن جزء هام من صلاحهن.. وختم زوجي كلامه حيث قال: لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام من صلاح المرأة إذا نظرت إليها جارتها، أو نظرت إليها صديقتها، أو نظرت إليها ضيفتها، أو نظرت إليها أمها، بل قال زوجها. ترويقة: نحن نشاهد اليوم النساء يتزيّن للنساء ومن حولهن فقط.. كزائرات أو مزورات أكثر مما يتزينّ لأزواجهن، فكوني زوجة صالحة بالتزين لزوجك. ومضة: الزوج حين يرى من زوجته ما يسره، فلا ينظر إلى امرأة أخرى، فتعف نفسه عن سواه ويغض بصره عن النظر إلى غيرها.