الكثير يعاني من السلوكيات السيئة والأحاسيس السلبية التي تسيطر على جوارحهم بل تقيدهم وتحرمهم من العيش بسعادة ، نجد أحدهم يصول ويجول مع تلك المنغصات (كره - حقد - غضب - شك - انتقام - قطيعة ارحام تجاه الآخرين). وكل سلوك واحد من ذلك كفيل بتحطيم الصحة النفسية بل يجعلها تتأرجح على حافة الإنهيار حتى من أتفه الأسباب نجده يعاني هو ومن حوله.. فالسلوك بهذه المرحلة يتعدى الشخص إلى البيئة المحيطة به فيشعر بتعاسة ونكد وحرمان وضيق بالصدر وانفعالات ومن لاشيء !؟ فيحمل بقلبه أحداث من الماضي السحيق يعتني بها يسترجعها من أجل تعزيز موقفه والاستمرار على وتيرة الشحناء والغل عجباً لقلبك كيف يحمل كل هذا ومازال على قيد الحياة ؟' إذا قابلت الإساءة بالإساءة .. فمتى تنتهي الإساءة !؟ إن كنت تعتقد أن الكرامة مرتبطة فقط بالإنتقام حتى ولو بعد حين !! فقد جانبت الصواب قد تعتقد أن الشجاعة مرتبطة بالغضب فقط فأنت مخطيء فما أنت به غضبٌ مذموم ستقطف ثمار ذلك الشر من عافيتك وصحتك ومن أقرب الناس إليك ؛ اسرتك احبابك مجتمعك وحتى على الصعيد العملي فلن يتحمل رعونة غضبك أناس أبرياء ؟! فالغضب مفتاح كل شر وقد وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً بالبعد عن الغضب فقال: لا تغضب فرددها مرارًا .. والمجتمع يضج بحوادث كانت بدايتها كلمة ونهايتها مؤلمة شتات تعاسة شقاء .. فالغضب له مسببات وايضاً له حلول ، لو تمعن ذلك الشخص بما حدث له لرأى وتيقن أنه هالك لا محالة إن استجاب لذلك الإنفعال المدمر ... اجعل بينك وبين ردت فعلك مساحة للتريث والرويه قبل كل شيء حتى لا تندم بعدها عشرات السنين ،وليكن صدرك سليماً نقياً دائماً تجاه الغير فسلامة الصدر من الأعمال التي توجب الجنة لصاحبها، يالها من سعادة وياله من فضل عظيم أن يمنحك الله تعالى تلك النعمه التي حرم منها الكثير ....انها ( سلامة الصدر ) قال صلى الله عليه وسلم : (إنَّ أوَّل من يدخل من هذا الباب ، رجل من أهل الجنَّة، فدخل عبد الله بن سَلاَمِ، فقام إليه ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بذلك، وقالوا: أخْبِرْنا بأوثق عملٍ في نفسك ترجو به. فقال: إنِّي لضعيف، وإنَّ أوثق ما أرجو به الله سَلَامة الصَّدر، وترك ما لا يعنيني..). وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء فقال صلى الله عليه وسلم (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث..). فالأخلاق الحميدة سعادة بالدنيا وغنيمة في الآخرة وسبب لدخول الجنة . قال ابن حزم وكأنه يطل على واقع كثير من المتحاسدين والمتباغضين، أصحاب القلوب المريضة: "رأيت أكثر الناس ،إلا من عصم الله وقليل ما هم ؛ يتعجلون الشقاء والهم والتعب لأنفسهم في الدنيا ويحتقبون عظيم الإثم الموجب للنار في الآخرة بما لا يحظون معه بنفع أصلاً..". لا تقطع المعروف ولا تقطع ارحام ولا تشيل في قلبك من الحسد ذرّة إنتَ على الدنيا معدود الأيام ، وإن ما زرعت الخير تحصد مضرّة نورة الشريف