بقلم/مارية بنت عبدالسلام الأخلاقي ✒ أود أن أتطرق في هذا المقال لجزء من حياتنا التي أصبحت مضحكه ومخجله بنفس الوقت ألا وهو "خداع المظاهر" التى أرهقت الجميع وباتت تسبب كرب عظيم لمعظم الناس ؛ الا وهي التفاخر بكل شي حولنا من لباس وأثاث وأموال وسفريات وغير ذلك ، حتى أصبح الفقير يشعر بالكابه والحزن والاستنقاص لنفسه أمام الاخرين بسبب النظره الدونيه لهم. فقد كنا في السابق نحكم على الشخص من أخلاقه ومن طباعه ولكننا أصبحنا الآن ننظر إلى ملابسه ومايرتدي قبل أن نعرف ماذا يحمل من خلق هل خلقا ذميم أم خلقا جميل. لقد أصبحت معظم أسئلتنا من أين أشترى ملابسه .. وكم سعرها .. ومن اي ماركه ..!! حتى بات البعض يشعرون بالنقص إن جلسوا مع من يلبسون الرخيص أو الملابس المكرره وكانه نكره أو أقترف ذنباً لايغفر. وهناك من ينكرون معرفتهم به بالاساس بسبب أنهم ينظرون انه ليس من مستواهم ؛ بل حتى الأفراح لم تعد للفرح واعلان النكاح بل أصبحت تفاخر وتظاهر من يرتدي أجمل وأغلى لباس. لم يكن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يملك ملابس كثيره ولم يكن يرتدي أفخم الماركات ولكنه كان يحمل خلقاً ودين وتواضع يجلس مع الفقير قبل الغني. أليس هذا رسول البشريه صلى الله عليه وسلم. أليس هذا أفضل منا عند الله؟أليس هذا لو أراد شيء لأعطاه الله ما أراد بلمح البصر ولكنه لم يرد الدنيا لانه يعلم أنها متاع زائل ولكنه أراد الاخره الدائمه. بل وجدت ماهو أعجب من ذلك وهو حين يتقدم الرجل لخطبة فتاه: أول سؤال يسال: كم راتبك؟ مانوع سيارتك؟ ماذا ستؤثث؟ وماذا ستعطي ابنتنا؟ لم نعد نسال هل تصلي؟ ماذا تحفظ من القران؟ هل لديه خلق ودين؟ جميعها التغت إلا مارحم ربي بل ومايحزن القلب أكثر لم تعد الناس تهتم لخلق الخاطب فسرعان مايعلم الناس أن الخاطب طبيب أو مهندس أو من الاثرياء إلا ونظروا لك أن حظك جميل دون التطرق للدين أو الأخلاق أو الطباع. بل وأصبحنا نحكم أن فلان أو فلانه في قمه الراحه والسعاده فقط بسبب المظاهر التي نراها بينما من الممكن أن هذا الشخص يحمل ألما وهماً لاتستطيع الجبال حمله كما اصبح الجميع يتنافسون من سيظهر بمظهر المترف السعيد وإن كانوا عكس ذلك نعم المظاهر خدعتنا أصبح الغرور يسيطر على من يملكون هذه الاشياء ليس لشي بل لأن من حولهم اعطوهم أهميه أكبر مما هم عليه. أختي وأخي الأعزاء اعلم جيدا انها مجرد مظاهر منتهيه وأن الدنيا زائلة وأن سيارة الشخص الفقير والغني سواء الغاليه والرخيصه جميعها ستوصلتهم لنفس المكان وستؤدي نفس الغرض. اعلم أن من ارتدى أغلى الملابس ومن ارتدى ارخصها لم يكن شي ملفت ولكنه شي ساتر وكلاهما ادى نفس الغرض. اعلم أن من سكن القصور ومن سكن الديور سيجمعون في قبر واحد وعند رب واحد وسينظر في عملهم وليس قصورهم واكثر مايحزنني هو المجتمع الذي اصبح يهتم بهذه الشكليات بل وحتى عند اجتماع الاغلبيه في مجلس واحد لم يعد كلامهم عن السوال عن بعظهم ومعرفة احوال بعظهم بل اصبح جميعه عن الماركات والملابس والمحلات وغيرها. لاتجعل الفقير يحقد عليك بسبب اعمالك فلربما هو افضل عند الله منك ولا تحكم عليه من خلال ملابسه أو بيته ولكن احكم عليه من اخلاقه وصفاته فكلنا ميتون ومجموعون عند الله ولن يكن معنا سوى أعمالنا ولن نلبس سوى كفن ابيض خالي من كل مباهج الدنيا وترفها. لا تستنقص من حولك فلا تعلم أنت ماذا يكن هو عند الله فلربما كان افضل منك. اتركوا الغمز واللمز في المجالس والاستهزاء بملابس الاخرين واحذيتهم وحقائبهم فأنت لاتعلم كم عانى ليحصل عليها لترى انك الافضل في لبسك أو ذوقك فلولا اختلاف الاذواق لبارة السلع لاتقيد الناس برأيك وتستهزى برايهم فربما انت تراهم هكذا وكانك أفضل مافي الكون وغيرك ليسوا بجيدون . ولكنك لاتعلم ماذا ينظر لك من حولك وكيف يستنقصونك فلا تعلم ربما ماترتديه بآلاف النقود لايعجب الكثير دع الخلق للخالق ساعد من حولك ولو بالكلمه الطيبه فالكلمه الطيبه صدقه ارفع شان من حولك فانت لاتعلم ماعاناه ليحصل على مالديه سوا من ملابس او اكل او منزل لاتقلل من شان احد وتذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وتواضعه الجميل تذكر أن الله لايحب كل مختالا فخور تذكر أن من تواضع لله رفعه قبل أن تنظر لملابس الناس أنظر إلى ابتسامتهم لشوقهم لك انظر إلى اخلاقهم . كرر ملابسك فهذا لن ينقص من حجمك لاتبالغ في التدقيق في منازل الاخرين وماتحتويه فانت لاتعلم كيف حصلوا على اقل جزء فيه. تذكر دائما انه بين ليلة وضحاها يغير الله من حال الى حال فلا تعلم ربما تكن انت مكانه في يوم من الايام وتذق مرارة ماكنت تسبب له من جراء استنقاصك المحزن له اللهم الف بين قلوب المسلمين ولا تجعل الدنيا أكبر همنا فلاتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت. اللهم اجعلنا ممن تواضع فرفعته.