عمر المصلحي جعل الله البيت الحرام مثابة للناس وأمناً فبيت الله مثابة للناس ، أي لا يقضون منه وطراً, يأتونه شوقاً، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه مرة أخرى وهم أكثر اشتياقاً له ، وهكذا في كل مرة ، عشق لا ينتهي ، إليه تتوق النفوس ؛ ففيه تجد الراحة النفسية ، والأمن والأمان . إنه بيت الله الحرام حيث الكعبة المشرفة، ومقام إبراهيم، والصفا والمروة ، ومن قصده معتمراً أو حاجاً فقد نال الثواب العظيم وشرع في زيادة حسناته ووأد سيئاته، فالحج إلى الحج والعمرة إلى العمرة مكفرات ما بينهما، والصلاة الواحدة فيه تعدل 100 ألف صلاة فيما سواه .. وكل من يرى المصلين و المعتمرين والحجاج ، يغبطهم على شرف المكان والزمان ، وعلى آداء تلك العبادات والمناسك ، فقد هيأ الله لهم ذلك ، وتلك رحمة الله وتوفيقه. ياليتهم يعلمون أن كثيراً من المسلمين يتمنون هذه اللحظات، ويدعون الله في كل حين أن يحقق لهم زيارة بيته الحرام، ويسعدون بشرف الصلاة فيه . ولكن ما شهدناه بالأمس موقف أدمى القلوب ، وضاعف الآلام ، فكيف بمسلم قصد بيت الله الحرام، ومرتدي ملابس الإحرام، وفي يوم الجمعة ، وأمام الملأ ، ولم يدرك حرمة المكان ولا حرمة الزمان ، فهو في البيت الحرام الذي يحرم فيه أي عمل يغضب رب البيت سبحانه وتعالى ، ولم يقرأ المسكين قول تعالى " ومن دخله كان آمناً " تظاهر بالخير والصلاح ، وبطن الشر في نفس دنيئة، فقد أراد الاعتداء على إمام الحرم الشريف وهو يخطب ، ولكن عين الله لا تنام وللبيت رب يحميه، وتعهد بتحقيق الأمن لمرتاديه . شكراً رجال الأمن الأبطال حفظكم الله ورعاكم - فبتوفيق الله تمكنتم من القبض على ذلك المجرم الخائن لله ورسوله ، ووأدتم الفتنة والشر في مهدهما ، و أكمل الإمام في أمان الله خطبته، وأدى المصلون صلاة الجمعة في أمن وأمان واستقرار . حماك الله يا وطني من شر الأشرار وحقد الحاقدين ، والله خيرٌ حافظا لبيته الحرام، ووطن التوحيد ومنبع الرسالات مملكتي الحبيبة مهوى أفئدة المسلمين وقبلتهم .