حياتنا مليئة بالكثير من الأحداث وقد نطرق أبواب كثيرة ونقف مطولاً محدقين النظر مترددين في تخطي تلك الأسوار متسائلين: ماذا لوتم وضعها حتى لايتعدى أحد على خصوصيتنا ؟ ماذا لو وضعنا هذه الأسوار الشائكة أمامنا ماذا سنجني ؟ ماذا لو أصبحت هذه الأسوار الشائكة حواجزاً لاتتخلها أي مشاعر او تحقيق مانطمح له ؟ عندما نبحر بفكرنا نجد أن الناس صنفين نجد منهم : أشخاص حددوا أوقاتهم ومسارهم وماذا يريدون أن يصلوا إليه... ومنهم من وضعوا في طريقهم جميع العراقيل وزرعوا تلك الأسوار الشائكة وأصبحت حاجزاً مشيداً منيعاً لكل شيء لايستطيع اياً كان أن يزيلها تذكروا تلك المخاوف التي نزرعها في عقولنا من أمور نخشى أن تحدث بناءً على فكر تم رسمه مسبقاً او خوفاً من المستقبل سيبنى مع مرور الأيام في عقولنا ، تلك الاسوار الشائكة وكأنها قنابل موقوته لو اقتربنا منها سوف تأذينا وتجعلنا مقيدين بكل خطوة نخطوها وقد نتخذها حصناً نجده في طريق كل منا ، لو تمعنا النظر قليلاً لوجدنا أن بإمكاننا ازالتها وذلك بتحديد مسارنا وإلى أين نتجه ؟ وماذا نريد ؟ وكيف لنا أن نتخلص منها ؟ أما زرع تلك الأسوار الشائكة في حياتنا هي التي تساعدنا على الدخول في مرحلة قد لانخرج منها بنتائج محببة وقد تؤثر على مستقبلنا وعلى من حولنا لأننا حتماً سنجد انفسنا امام مخاوف كثيرة تحيط بنا من كل إتجاه بحيث لانستطيع ان نتعداها وسوف تأسرنا يوماً بعد يوم . الخوف شي طبيعي ولكنه لو زاد عن حده حتماً سيؤثر علينا لأننا لم نحاول أو حتى نفكر في أن نجرب هل هي فعلاً كما نتصور أنها أسوار شائكة أم هو قلق زرعناه داخل أنفسنا ؟ لنجرب أن نضع لنا عتاد الطريق وكأننا مسافرين لرحلة كنا ننتظرها من سنوات وذلك بإزالة تلك الاشواك من دروبنل (المخاوف )التي بأيدينا سقيناها وأصبحت هاجساً نترامى بها عن كل شيء فمثلا حين يواجه الإنسان ثعباناً ، فإنه سيصاب بالهلع والخوف الشديد ، فيلجأ إلى الإسراع والهروب من هذا الثعبان حفاظا على نفسه وحياته. لنتذكر أنه سيظل الخوف شعورا طبيعياًحين يكون في معدله الطبيعي من حيث عدد التكرار ومدى شدته. ولكنه ان زاد عن حده قد يحجب عنا شيئاً كنا نتمناه ونبحث عنه وقد يشكل لنا مستقبلاً زاهراً ،لذا تعمدت في مقالي ان أشبه الأشواك بالخوف لانه فعلا بمثابة الشوك الذي لايجعلنا نتجاوزه فيقف بيننا وبين مانريده . ثمة سؤال مهم لتغيير النظرة : ماهو أسوأ ماسيحدث لك ؟ الإجابة حتماً لاشيء سيحدث لأنها مجرد أفكار زرعناها وأصبحت بمثابة الحاجز ولايوجد شيء يستحق هذا الخوف والقلق وأن مافعلناه هو بحد ذاته هدر للصحة، وأثمن الأوقات وأجمل اللحظات التي لم نستمتع بها . الخوف ليس على أن تنتهي حياتك بل الخوف على أن لا تبدأ مطلقا. - جون هنري نيومان.