عندما نشتري جهازاً جديداً ، أو أي منتج نحتاجه في المنزل، أو العمل، أوالمصنع ،أو الورشة ، نجد حوله ألواحاً من الفلين الخفيف ؛ بهدف حمايته من التلف الذي قد ينتج عن سوء التوزيع ،أو سوء التخزين، ونجد أيضاً عدة كتيبات باللغتين العربية والإنجليزية، كنا نعدها فيما مضى وضعت بالخطأ ؛ فترمى مع كرتون المنتج في أقرب حاوية دون تردد . لكن اتضح فيما بعد أن هذه الكتيبات " الكاتالوج " ذات أهمية كبرى حيث تحوي وتتضمن خرائط ومفاتيح التعامل مع المنتج وكل ما يخصه فهي جرعات إرشادية علمية ؛ حفاظاً على المستهلك، وآماناً للجهاز أو المنتج من التلف نتيجة عدم الدراية المسبقه للتعامل معه . وكما أن للمنتجات والأجهزة الجديدة"كاتالوج" أيضاً للحياة "كاتالوج " يجب تطبيق كل مافيه بحذافيره ، فالقراءة وحدها لا تكفي، وخاصة الناشئة الشباب الذين لايمتلكون التجارب الحياتية الكافية بحكم صغر سنهم وعدم تعرضهم للمواقف الحياتية المختلفة ،والمتباينة بشكل مباشر وعلى المحك . ومن هذا المنطلق نقول : إن ممارسة الأنشطة الصفية واللاصفية تكون بداية شعلتها من المدارس المفعلة فعليا للأنشطة المدرسية بكافة أشكالها ومجالاتها ، فإذا جمع الطالب بين التحصيل الدراسي الجيد ،وبين ممارسة الأنشطة الصفية و اللاصفية ألتقت خيرات حسان ؛ تؤهلة مبدئياً لخوض غمار بحر الحياة العظيم ، وسوف يصل بر الأمان بكل راحة واطمئنان- بمشيئة الله- بعكس الذي يأخذ بجانب واحد فقط وهو التحصيل ويتجاهل الأنشطة، بداعي أنها مضيعة للوقت لا فائدة منها، فهو في هذه الحالة بمثابة من أشترى منتجاً أو جهازاً ، لكنه لم يحسن التعامل معه والسبب لأنه لم يطبق ما في " الكاتالوج" ، إنه كاتالوج الحياة ".