✒هذه قاعدة (خلدونية) حياتية نحتاج لأن نستحضرها في مختلف أعمالنا وعلاقاتنا وإنجازاتنا. ▪️من الحقائق الكبرى في الحياة أن الإنسان ( خلق في كبد). إذ لا يمكن أن يعيش الإنسان دون طلب المعيشة وتأمين حياته. ▪️ما يحصل عليه الإنسان ليس وليد الصدفة كما أن ما يتجاوزه لغيره ليس وليد الحظ ..!!. ▪️العقلية الواقعية تؤمن بأن من زرع حصد .. والعقلية المؤمنة تزيد عليها أن ما أصابك لم يكن ليخطأك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. أؤمن بأن من يريد النجاح عليه بالكفاح على اقل تقدير في سني فتوته وقواه .. ومن لم يرد النجاح لأي سبب كان فهو كذلك يكافح ولكنه في المسار الخاطئ. ( الكبد) صفة لصيقة بالإنسان يصارع فيها شدائد الحياة ومضائقها ومصاعبها ..!! هذه حقيقة لا مفر منها مطلقا .. إما لطلب أمور في دنياه أو لتحصيل الأجور في أخراه. ▪️الذي يعيش واقع ووقائع الناس يعلم ويشاهد مدى ارتباط هذا المعنى في حياتهم وأنهم بين سعيد في درجاته أو بئيس في دركاته. ▪️الجميل في الفرق بين ( الكبدين) أن طالب النجاح (الراشد) يتلذذ في عراكه مع الحياة .. أما الذي يرفع راية الاستسلام فعليه مواجهة إهانة الأسر ومكابدة شقائه ونفسياته. ▪️ما اريد ان أصل إليه وأدعوا لتأمله هو أن لكل عمل وأمل كلفة !! .. فلا شيء يحصل لك إلا وله كلفته ..!! فأن تريد أن تصل قمة تحتاج إلى جهد وان تريد أن تبقى في القاع فكذلك لك وعليك جهد ..!! لا شيء في الحياة يحدث دون أن يكون فيه كلفة. ▪️ لكن العاقل النابه يعلم يقينا أن كلفة النجاح أقل إلى حد كبير من كلفة الفشل في كل معانيها ومساراتها وأبعادها ومعاشها بل ومعادها. الشيء الأهم الذي نحتاج إلى وعيه هو ان كلفة النجاح والفشل عادة من نورثها لمن خلفنا من أبنائنا وأجيال مجتمعنا. ولذلك فالعدوى يمكن أن تؤثر على الأسرة والمجتمع والوطن. ▪️إنها معضلة تحتاج لأن نتدراسها جميعا حتى نتعاون في تقليل كلفة الخلل ونتعاون سويا في زيادة معدل النجاح والأمل. هذه المعاني تحتاج لطرح أكثر شمولا وأمثلة وواقعية ولعل ذلك يكون مشروعا في بحث أو كتاب قريب. ▪️دعوني أختم مختصرا بأمثلة كي تثير التفكير الإيجابي ( فإن كلفة قطيعة الرحم أعظم سوءا دنيا وأخرى من كلفة صلتها) *وكلفة الوحدة أعظم من كلفة الفرقة. وكلفة تعبيد الطرق بطريقة سليمة مع زيادة ميزانيتها ستكون أقل من كلفة صيانتها واستخداماتها. وهكذا كلف المشاريع على تنوعها حينما نجعل الجودة أولوية ستكون كلفة الخسارة أقل بكثير من كلفة الاستدامة. ▪️هنا حينما نتحدث بلغة الدنيا من حيث الكلفة والا فلغة الآخرة كلفتها لا حد لها من الأجر في الإخلاص والصبر والبر والتقوى ( إنما يوفى الصابرين اجرهم بغير حساب). ▪️لنفكر كثيرا في كلفة ما نعمل وما نذر في أعمالنا وعلاقاتنا ومشروعاتنا حتى نكون أكثر عقلانية ومنطقية تعظيما لمحفزات النجاح وتقليلا لمنغصات الفشل. ✍ أ.د خالد الشريدة جامعة القصيم 24\1\1442 ● 12\9\2020