✒فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين صيام شهر رمضان، وهو أحد أركان الإسلام التي لا يصحّ إسلام المسلم إلّا بصيامه وقيامه. وقد سنّ رسولنا الكريم "صلّى الله عليه وسلّم" بأيام أخر محبب فيها الصيام، لتكون نوافل يتقرّب فيها العبد لربّه، كصيام يوم العرفة لغير الحاج، وصيام الإثنين والخميس من كل أسبوع، وصيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كلّ شهر قمري، وصيام يوم عاشوراء، وغيرها الكثير. وفي مقالي هذا سأتحدث عن فضل صيام يوم عاشوراء. إن من إعظم الشهور عند الله تعالى شهر محرم وهو أول شهر من شهور السنة الهجرية وقد سمي بشهر محرم تأكيدًا وتعظيمًا لحرمته، فإن من أفضل الايام المحبب صيامها شهر محرم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم )) . فقد جعل الله في هذا الشّهر صيام اليوم التّاسع والعاشر وهو سُنّة مؤكدة عن الرّسول صلّى الله عليه وسلّم .. وسبب صيام يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجا الله فيه سيدنا موسى وقومه بني إسرائيل من فرعون وجنوده، وقد صامَه سيّدنا موسى ونوح ، و محمد - صلّى الله عليه وسلّم - شُكراً لله.. وأمر الرّسول عليه السّلام بصيامِ تاسوعاء مخالفةً لليهودِ، ويستحب الإكثار من الصّيام في شهر مُحرّم لفضله العظيم عند الله تعالى.. فإن لصيام عاشوراء أجر وثواب وقد أخبر الإمام النّووي أنّ صيام عاشوراء يُكفّر كل صغائر الذّنوب إذا اجتُنِبَت الكبائر، وأنّه يُكفّر ذنوب سنةٍ كاملةٍ، ويكتبُ اللهُ به الحسنات ويرفعُ المسلم به درجات. لما ورد عن أَبِي قَتَادَةَ - رضي الله عنه - ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ "صلّى الله عليه وسلّم": "صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ" نسأل الله تعالى أن يبلغنا صيامه ويكتب لنا فيه القبول ويغفر لنا الزلات ...