✒️ الشكر من أعظم مظاهر الكرم الإنساني. الشكر يكون بالقول والعمل والكتابة والدعاء والرسالة والتغريدة والسلوك الظاهر والخفي. النفس المتحضرة في أي زمان ومكان كانت... دائما ماتكون قريبة من المعاني النبيلة. وتجسد في نفسها وواقعها القيم الراقية. النفسية المتصلبة يصعب أن تخرج منها الكلمات والمشاعر الرقيقه. بالضبط كالصخر يصعب أن يخر منه الماء. السؤال: لماذا تقل مساحات الشكر في واقعنا..؟ ولماذا نستثقل التفوه بها ؟ سؤال محزن فعلا !! مع إيماني بأن السلوك مسألة ثقافية وتربوية. وديننا العظيم لا يحث بل يأمر بالشكر. لكن البيئات لها أثرها في تركيبة الشخصية وأحاسيسها!! وضعف تداول العبارات الرقيقة والمشاعر الراقية في الأجواء الاجتماعية والوظيفية والمدرسية تجعل هناك جفافا في مواردها وبالتالي ضعفا في تداولها.!! ما شاء الله عليك... رائع... أبدعت... جميل جدا...أسعدتني بهذه المعلومة... من عيوني... سم وأبشر... كثر الله من أمثالك... شكرا جزيلا لك... عظيم جدا.. الإهداء المتبادل... الدعاء الحي لمن أمامك.. تقبيل اليدين للوالدين.. تقديم كل شيء لهم وإشعارهم بعظيم مكانتهم من خلال كثير من الأقوال والأفعال التي تشعرهم بالاحترام..؛ كم نحن بحاجة لتربيتها في أجيالنا. هناك قانون يقول بأن أي معنى للاحترام تمنحه لغيرك فإنه سيبادلك بنفس الشعور.* المشكلة العويصه هي هذا الشح المقيت الذي يمنعنا من منح هذه المشاعر الراقية لغيرنا. وبالتالي نمنع أنفسنا من التمتع بها.!! كيف نقي أنفسنا شح المشاعر..؟* سؤال للتأمل !! اسمحوا لي أن أقول بأن كثيرا من مظاهر الحياة في المؤسسات والطرقات والإدارات تجعل هذا المعنى يغيب..!! لأن الواقع يجعلك بدل أن تشكر على التسهيلات والتكريم والسلاسة في الطرقات وإنهاء المعاملات ربما تتضجر بدل أن تتشكر. في علم الاجتماع نعتقد بأن مظاهر البيئة تعزز أو تقلل من انتشار هذه المعاني الراقيه. ومن هنا ففي تقديري بأن "السلوك يعكسه الأسلوب الذي يواجهه". لذلك نحن أحوج مانكون (لتحسين بيئة أنظمتنا وتعاملاتنا لنحفّز فينا الألفاظ التي تناسبها.) في البيت أشكر أبناءك وامتدح بناتك حتى على الأشياء البسيطة ولا يلزم أن يحصلوا على 100 بالمائة حتى نثني عليهم. في المدرسة مع طلابك وموظفيك وزملائك.. واسمحوا لي أن أذكر بالتأكيد بأن من يقدم لك القهوة أو ينظف موقعك أو شارعك من "مخلفاتك" يستحق الشكر الدائم. جئت في الشتاء من الرياض* مساء في أجواء البرد وعند نقطة التفتيش شكرت رجل الأمن الذي يقف في العراء " بجزاك الله خيرا على خدمتنا في هذه الأجواء الباردة"... فابتسم محترما وكأن مشاعر الدفئ احتوت جسمه. الشكر والثناء صفة تدل على رقي شخصيتك وسلامة صدرك وحسن خلقك وتربيتك. وربما يتربى على هذه المعاني بسلوكك كثير من الناس وتكسب أجرهم وأنت لا تعلم. أختم هنا بآية تذكرني بأن من يبخل في العطاء والثناء لنفسه وأسرته ووطنه فإنما يبخل على نفسه في الرقي؛ ﴿.. وَمَن يَبخَل فَإِنَّما يَبخَلُ عَن نَفسِهِ وَاللَّهُ الغَنِيُّ وَأَنتُمُ الفُقَراءُ وَإِن تَتَوَلَّوا يَستَبدِل قَومًا غَيرَكُم ثُمَّ لا يَكونوا أَمثالَكُم﴾ [محمد: 38] اللهم اجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك. وحسن اخلاقنا وامنحنا الشكر والبر ماحيينا.